أصيب ما لا يقل عن 19 شخصا ليل الجمعة السبت في الطيرة في وسط إسرائيل جراء سقوط صاروخ على مبنى، على ما أعلنت السلطات، بعدما فشلت جهود أميركية لتطبيق هدنة في لبنان قبل انتخابات الرئاسة، فيما اتهمت الحكومة اللبنانية تل أبيب برفض مساعي وقف إطلاق النار.
وكتبت وزارة الخارجية الإسرائيلية عبر منصة اكس "هذه نتيجة ضربة مباشرة لصاروخ أطلقه حزب الله على مدينة الطيرة العربية الإسرائيلية ما أدى إلى إصابة 19 مدنيا بجروح" ناشرة صور آثار انفجار ومبنى تظهر فيه فجوة خلال الليل.
وتقع الطيرة ذات الغالبية العربية على بعد نحو 25 كيلومترا شمال شرق تل أبيب قرب الحدود مع الضفة الغربية المحتلة.
وقالت الشرطة الإٍسرائيلية إن أربعة بين الجرحى الـ19 الذين نقلوا إلى المستشفيات، إصابتهم متوسطة والبقية جروحهم طفيفة.
وأشار الجيش عبر تلغرام إلى أنه حدد مكان إطلاق المقذوفات من لبنان باتجاه وسط إسرائيل وأنه اعترض عددا منها.
ويأتي ذلك بعد إعلان الجيش الإسرائيلي إطلاق صفارات الإنذار في عدد من المناطق وسط إسرائيل، خلال الساعات الأولى من صباح السبت، في أعقاب إطلاق رشقات صاروخية من لبنان على الأراضي الإسرائيلية.
وأضاف الجيش بعد ذلك بقليل، أن 3 صواريخ عبرت من لبنان، وأنه جرى اعتراض بعضها، لافتا إلى أنه "تم تحديد سقوط صاروخ على الأرجح في المنطقة"، مشيرا إلى أن التفاصيل قيد البحث.
وجاءت الهجمات الصاروخية الجديدة غداة غارات جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ومدينة النبطية ومدن وبلدات بعلبك الهرمل، وبالتزامن مع احتدام الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية وجماعة حزب الله اللبنانية.
وأفادت السلطات اللبنانية بأن حصيلة القتلى جراء القصف الإسرائيلي على شمال شرقي لبنان إلى 45 قتيلا، حيث استهدفت الغارات الجوية قرى ريفية كانت قد نجت في السابق من أسوأ حملة جوية إسرائيلية مكثفة ضد حزب الله.
وقال محافظ بعلبك بشير خضر، إن الغارات الجوية على تسع قرى في شمال شرقي البلاد أسفرت عن مقتل 41 شخصا، اليوم الجمعة، وهو ما يزيد بـ17 قتيلا عما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية فى وقت سابق .
وذكرت الوكالة أن أربعة أشخاص آخرين قتلوا في قرية أولاك الزراعية الصغيرة، الواقعة أيضا في سهل البقاع - وهي منطقة ريفية تضم بساتين الزيتون وكروم العنب تقع بين سلسلتي جبال في لبنان حيث يستمد حزب الله المدعوم من إيران دعما هاما.
وعلى صعيد الجهود وقف إطلاق النار، قالت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" إن الجهود الأميركية فشلت بعدما صاغت واشنطن مقترحاً "غير واقعي" لوقف إطلاق النار، وكذلك بسبب إصرار تل أبيب على أن يكون بإمكانها إنفاذ هدنة مباشرةً.
وذكر مصدر سياسي لبناني مقرَّب من حزب الله ودبلوماسيان وشخص مطلع على المحادثات أن الحرب قد تستمر أشهرا، في ظل عدم وجود مقترح قابل للتطبيق على طاولة المفاوضات قبيل انتخابات الرئاسة الأميركية يوم الثلاثاء القادم.
واتّهم رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي الجمعة إسرائيل بـ"رفض" مساعي وقف إطلاق النار، بعد غارات إسرائيلية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية فجرا.
في لبنان أعلنت وزارة الصحة مقتل 52 شخصا الجمعة في غارات إسرائيلية على شرق البلاد لم يصدر الجيش الإسرائيلي إنذارات إخلاء بشأنها.
كما استهدفت عشر غارات إسرائيلية على الأقل ضاحية بيروت الجنوبية فجر الجمعة، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، بعد إنذارات بإخلاء مبان في المنطقة.
ونقل بيان صادر عن مكتب ميقاتي قوله إن "توسيع العدو الإسرائيلي مجددا نطاق عدوانه على المناطق اللبنانية (...) واستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت مجددا بغارات تدميرية، كلها مؤشرات تؤكد رفض العدو الاسرائيلي كل المساعي التي تبذل لوقف إطلاق النار".
وأعلن الجيش الإسرائيلي شن غارات على أهداف لحزب الله في منطقتَي بيروت والنبطية في الجنوب.
وفي منطقة "الكفاءات" الواقعة عند الطرف الجنوبي الشرقي للضاحية، كانت النيران مشتعلة في مبنى طالته الغارات فجرا، ما أدى إلى دخان كثيف غطى المنطقة المحيطة. وفرض عناصر في حزب الله وبعضهم يحمل أسلحة رشاشة، طوقا أمنيا في كل الأنحاء.
كما استهدفت غارة أخرى مبنى في مدينة صور الساحلية في جنوب البلاد.
وكرر مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة جان بيار لاكروا الجمعة أن الجنود الأمميين باقون في لبنان، مؤكدا أن "تخليهم" عن مواقعهم قد يؤدي إلى خطر "احتلالها من جانب طرف أو آخر".
وحذّرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت من الخطر الذي تشكّله الحرب على مواقع أثرية ولا سيما في مدينتَي بعلبك (شرق) وصور في الجنوب اللتين تعرضتا لغارات كثيفة أخيرا.
وكتبت بلاسخارت على منصة إكس "تواجه مدن فينيقية قديمة ضاربة في التاريخ خطرا شديدا قد يؤدي إلى تدميرها".
وبعد إضعافها حركة حماس في غزة، نقلت إسرائيل مركز ثقل عملياتها العسكرية في 23 سبتمبر إلى لبنان حيث تشن غارات مكثفة تستهدف بشكل أساسي حزب الله في معاقله في ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب البلاد وشرقها. وفي 30 سبتمبر باشرت عمليات برية "محدودة" في الجنوب.
ومذاك، قتل أكثر من 1829 شخصا في لبنان، وفق حصيلة تستند إلى بيانات وزارة الصحة، لكن يُرجّح أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير.
وأعربت منظمة الصحة العالمية الجمعة عن "قلق بالغ" من الهجمات الإسرائيلية التي تطال مرافق صحية وعاملين في القطاع الصحي في لبنان، مؤكدة أن "الرعاية الصحية يجب ألا تكون هدفا وأن العاملين في المجال الصحي يجب ألا يكونوا هدفا".
من جهتها، تؤكّد إسرائيل أنها تريد تحييد حزب الله في المناطق الحدودية للسماح بعودة نحو 60 ألفا من سكان الشمال إلى ديارهم بعدما نزحوا مع بدء تبادل القصف اليومي مع حزب الله، غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023.
في شمال إسرائيل، أوقع قصف صاروخي من لبنان، سبعة قتلى وفق السلطات المحلية من بينهم أربعة أجانب يعملون في الزراعة في بلدة المطلة.
ولاحقا، أكدت تايلاند أن الأجانب الأربعة مواطنون تايلانديون.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر حكومية أن الخطة التي أعدها الموفدان الأميركيان تنص على انسحاب حزب الله من المناطق الحدودية مع شمال إسرائيل في جنوب لبنان فضلا عن انسحاب الجيش الإسرائيلي من هذه المنطقة التي ينبغي أن ينتشر فيها الجيش اللبناني والقوة الدولية.
وجاء في هذه الخطة أيضا أن الجيش اللبناني سيكون مسؤولا عن منع حزب الله من إعادة تسليح نفسه على أن تحتفظ إسرائيل بحق الدفاع عن نفسها ضمن احترام القانون الدولي.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الجنود المشاركين في الهجوم البري الإسرائيلي منذ سبتمبر لن ينسحبوا قبل التوصل إلى اتفاق يلبي مطالب إسرائيل الأمنية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي استقبل الخميس الموفدين الأميركيين إنه "يقدر" دعم واشنطن رافضا في الوقت نفسه الخضوع لضغوط حليفته الكبرى.
وأكد أن "الجيوش الإرهابية لن تكون بعد الآن عند حدودنا. حماس لن تسيطر بعد الآن على غزة وحزب الله لن ينتشر على حدودنا الشمالية في مواقع تسمح له بغزو (إسرائيل) على بعد أمتار من حدودنا".
والأربعاء قال نعيم قاسم الأمين العام الجديد لحزب الله إنه مستعد لوقف النار لكن بشروط يراها "مناسبة"، دون أن يحددها.