أعلنت الولايات المتحدة نشر قدرات عسكرية جديدة في الشرق الأوسط ستصل "خلال الأشهر المقبلة" في خطوة تأتي "دفاعا عن إسرائيل" وتحذيرا لإيران، وفق بيان أصدره البنتاغون الجمعة.
وقال الميجور جنرال بات رايدر، المتحدث باسم البنتاغون، في بيان، إن أوستن أمر بنشر عدة طائرات قاذفة من طراز "بي52- ستراتوفورتريس" وسرب من المقاتلات وطائرات التزود بالوقود ومدمرات بحرية في الشرق الأوسط.
وأضاف أنها ستبدأ في الوصول إلى المنطقة في الأشهر المقبلة، حيث تبدأ حاملة الطائرات "يو اس اس أبراهام لينكولن" في العودة إلى الوطن.
وتأتي هذه التحركات العسكرية في الوقت الذي تشتعل فيه حروب إسرائيل مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان، بما في ذلك ضربة انتقامية ضد إيران قبل أسبوع والتي من المحتمل أن تلحق الضرر بقاعدة تصنع الصواريخ البالستية وتطلق الصواريخ كجزء من برنامج الفضاء الإيراني.
وتضغط الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، بينما تؤكد أنها ستدافع عن إسرائيل وستستمر في حماية الوجود الأميركي ووجود الحلفاء في المنطقة، بما في ذلك من هجمات الحوثيين المتمركزين في اليمن ضد السفن في البحر الأحمر.
وقال رايدر إن أمر أوستن الأخير يظهر "قدرة الولايات المتحدة على الانتشار في جميع أنحاء العالم في غضون مهلة قصيرة لمواجهة تهديدات الأمن القومي المتطورة".
وأضاف أن وزير الدفاع الأميركي "يواصل القول بوضوح إنه إذا استغلت إيران أو شركاؤها أو المجموعات التابعة لها هذه اللحظة لاستهداف الأفراد أو المصالح الأميركية في المنطقة، فإن الولايات المتحدة ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبنا".
وتم نشر القاذفة بعيدة المدى بي-52 ذات القدرة النووية بشكل متكرر في الشرق الأوسط لتوجيه تحذيرات مستهدفة لإيران، وهذه هي المرة الثانية هذا الشهر التي يتم فيها استخدام القاذفات الاستراتيجية الأميركية لتعزيز الدفاعات الأميركية في المنطقة.
وفي أكتوبر الماضي، تم استخدام قاذفات الشبح من طراز بي-2 لضرب أهداف الحوثيين تحت الأرض في اليمن.
ولم يقدم رايدر العدد الدقيق للطائرات والسفن التي ستتحرك إلى المنطقة. ومن المرجح أن تؤدي هذه التغييرات إلى انخفاض إجمالي في إجمالي عدد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن حاملة الطائرات يمكنها استيعاب ما يصل إلى 5000 بحار. وفق وكالة أسوشيتد برس.
لكن إضافة القاذفات يعزز القوة القتالية للولايات المتحدة. وكان هناك ما يصل إلى 43 ألف جندي أميركي في المنطقة مؤخرًا.
وقال مسؤول أميركي لوكالة أسوشييتد برس إن من المقرر أن تغادر حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن، إضافة إلى ثلاث مدمرات بحرية، المنطقة بحلول منتصف الشهر، وتعود إلى مينائها الرئيسي في سان دييغو. وتوجد لينكولن واثنتان من مدمراتها الآن في خليج عمان، والمدمرة الثالثة مع سفينتين حربيتين أخريين في البحر الأحمر.
وأوضح المسؤول أنه عندما تغادر لينكولن، لن تكون هناك حاملة طائرات في المنطقة لفترة من الوقت. ولتعويض هذه الفجوة، أمر أوستن بنشر مدمرات بحرية أخرى في المنطقة. وقال المسؤول الأميركي إن هذه المدمرات، القادرة على إسقاط الصواريخ البالستية، ستأتي من منطقة المحيطين الهندي والهادئ أو من أوروبا.
ولطالما زعم القادة العسكريون بأن وجود مجموعة حاملة طائرات، مع مجموعة من الطائرات المقاتلة وطائرات المراقبة والسفن الحربية المدججة بالسلاح، يوفر رادعا مهما، بما في ذلك ضد إيران.
ولسد هذه الفجوة، أمر أوستن بنشر المزيد من المدمرات البحرية في المنطقة. وقال المسؤول إن هذه المدمرات، القادرة على إسقاط الصواريخ البالستية، ستأتي إما من منطقة المحيطين الهندي والهادئ أو من أوروبا.
ومن المتوقع في نهاية المطاف، أن تتحرك حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان وسفنها الحربية الثلاث إلى البحر الأبيض المتوسط، لكنها لن تصل إلى هناك قبل مغادرة لينكولن. وكانت مجموعة ترومان الضاربة موجودة في بحر الشمال، وتشارك في مناورة عسكرية لحلف شمال الأطلسي.
وتوجد الآن سفينة لينكولن واثنتان من مدمراتها في خليج عمان، والمدمرة الثالثة التابعة لها مع سفينتين حربيتين أخريين في البحر الأحمر.
كما توجد مدمرتان ومجموعة الاستعداد البرمائي التابعة لمشاة البحرية ــ والتي تضم ثلاث سفن ــ في البحر الأبيض المتوسط.