يراقب مسؤولو التعليم في مصر الانتخابات الأميركية بقلق. ويخشون أن يخفض فوز الجمهوري دونالد ترامب الدعم المالي الأميركي للمدارس التي تلبي احتياجات الطلاب الذين يأملون المساعدة على قيادة التحول في مجال الطاقة.
وتعهد الرئيس الأميركي السابق بالتراجع عن سياسات المناخ الرئيسية التي نفذها سلفه جو بايدن. ويرى بعض الخبراء أن 10 مدارس دولية للتكنولوجيا التطبيقية في مصر قد تتأثر إذا تقرر قطع التمويل.
وأمكن إنشاء 10 مدارس ثانوية من خلال شراكة بين الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والحكومة المصرية والقطاع الخاص. ويتقدم إليها سنويا حوالي 20 ألف طالب في محاولة لشغل مقعد من ضمن الثمانية آلاف مقعد.
مدارس دولية للتكنولوجيا التطبيقية في مصر قد تتأثر إذا تقرر قطع التمويل، وفق خبراء
وقال كريم عبيد، رئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية والإستراتيجية، لمؤسسة تومسون رويترز “من المرجح أن يتأثر تمويل هذه المدارس إذا فاز ترامب في الانتخابات بسبب موقفه من السياسات البيئية التي تتناقض مع سياسات الإدارة الحالية”.
وأضاف “هذا قد يؤثر على عدم تجديد مثل هذه المدارس أو توسيعها، وهو ما يؤثر على خطط التنمية في مصر”، وأن مصر قد تلجأ إلى شركاء دوليين آخرين، مثل الصين أو روسيا أو اليابان، إذا جف التمويل الأميركي.
وقال “تعمل الصين خاصة -وعلى مدى العقدين الماضيين- على تعزيز استثماراتها في الدول الأفريقية من خلال منتدى التعاون الصيني – الأفريقي”.
وتقدم المدارس دروسا مجانية لجميع الطلاب ولكنها تفرض شروطا للتسجيل، مثل تحقيق درجات عالية في اللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات. كما تنظم مقابلات مع المتقدمين.
وقال مسؤول حكومي مصري، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه إذا توقف التمويل الأميركي للمدارس خلال إدارة ترامب الثانية، فستضطر مصر إلى وضع خطط بديلة للتمويل والإدارة والشراكات.
وتوفر المدارس المهارات الأساسية لآلاف الشباب المصريين مثل زياد ماجد، الطالب في السنة الثالثة في مدرسة السويدي الدولية للتكنولوجيا التطبيقية والبرمجيات في مدينة 6 أكتوبر الجديدة بمحافظة الجيزة.
وقال الشاب البالغ من العمر 17 عاما، والمتخصص في تطوير البرمجيات، “قدت في السنة المنقضية مشروع نهاية السنة مع فريقي. وكان يركز على الاستدامة البيئية، وتطوير موقع ويب لتعزيز إعادة التدوير وتعزيز مجتمع أكثر صحة”. وأضاف أن “المدرسة تقدم منحا دراسية كاملة، تغطي تكاليف أجهزة الكمبيوتر المحمولة والزي المدرسي والكتب”.
وجعل ترامب أجندة بايدن للمناخ والطاقة في مرمى الحملة الانتخابية. ويعني هذا أن مصير المليارات من تمويل الطاقة النظيفة يرتبط بمن سيفوز في انتخابات 5 نوفمبر الجاري.
وتشمل سياسات بايدن إعفاءات ضريبية وحوافز للسيارات الكهربائية ولوائح بيئية أكثر صرامة لمحطات الطاقة والسيارات. لكن ترامب هدد بسحب الولايات المتحدة مرة أخرى من اتفاقية باريس للمناخ لسنة 2015.
وقال محمد فتحي عزازي، رئيس قسم مسوح الموارد الطبيعية في جامعة مدينة السادات، إن المناهج الدراسية في 10 مدارس للتكنولوجيا التطبيقية تجهز الشباب لمكافحة تحديات الاستدامة البيئية.
وأضاف “يجب أن يتعامل الطلاب اليوم مع مواضيع مهمة مثل الاحتباس الحراري والطاقة المتجددة والبصمة الكربونية والتنوع البيولوجي لضمان مستقبل مستدام. وغالبا ما تكون هذه المواد غائبة عن التعليم المصري التقليدي، وخاصة على مستوى التطبيق العملي. لكن المدارس المذكورة تسد هذه الفجوة”. وأشار إلى أنها تنظم أنشطة عملية مثل عمليات التنظيف وورش إعادة التدوير.
وتريد مصر تسريع توفير الطاقة المتجددة التي يمكن أن تخفف من حدة نقص الكهرباء وتوفر الطاقة الخضراء لأوروبا. لكنها تواجه تحديات في تمويل تحديثات شبكتها وإطلاق الاستثمارات لمحطات الرياح والطاقة الشمسية الجديدة.
وخصصت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في مصر بين 2021 و2022 حوالي 200 مليون دولار عبر منح لقطاعات كالزراعة والمجتمعات الساحلية والطاقة المتجددة والتعليم.
وحدد موقع الوكالة أن المدارس والمبادرات التعليمية الأخرى تمثل 70 مليون دولار من التمويل من 2021 إلى 2026. وأكد وجود خطط لتوسيع عدد المدارس بهدف تغطية 15 محافظة، وهو ما يشكل ارتفاعا من المحافظات الثماني الحالية.