التكهنات تتوقع نتيجة بهامش ضيق للغاية في انتخابات أمريكا لكن قد يكون للناخبين من أصول لاتينية كلمة في حسم مصير السباق.
ومن بين هؤلاء الناخبين أنخيل أزونا، والذي بإمكانه التصويت للمرة الأولى في الانتخابات هذا العام، لكن المواطن المكسيكي الأصل البالغ 50 عاما الذي حصل على الجنسية الأمريكية يقول إنه غير متأكد من أنه سيمارس هذا الحق.
وقال أوزونا لوكالة فرانس برس قبل أسابيع من متجره لبيع العطور في ولاية جورجيا الحاسمة إنه يميل لدونالد ترامب، لكن هجمات الرئيس الجمهوري السابق الشرسة على كامالا هاريس دفعته للتردد.
وأضاف: "لا أظن أن مهاجمة رجل لامرأة كما يفعل معها، هو أمر صحيح".
ويعد أوزونا واحدا من نحو 36,2 مليون أمريكي من أصول لاتينية يحق لهم التصويت في الولايات المتحدة هذا العام.
وفي وقت يتوقع محللون أن تحسم نتيجة الانتخابات الأمريكية بهامش ضيق للغاية، في عدد محدود من الولايات الحاسمة، قد يكون الناخبون من أصول لاتينية مثل أوزونا "من يرجّحون الكفة"، بحسب مدير الأبحاث في معهد السياسة اللاتينية لدى جامعة كاليفورنيا رودريغو دومينغيز-فييغاس.
وقد يكون تأثيرهم حاسما ليس فقط في ولايتي أريزونا ونيفادا الأساسيتين (جنوب غرب) حيث يمثّل ذوو الأصول اللاتينية أكثر من خُمس الناخبين، بل كذلك في خمس ولايات متأرجحة (أي تصوّت مرة للجمهوريين وأخرى للديمقراطيين) في الجنوب والوسط الغربي.
ويصوّت هؤلاء الناخبون تقليدا لصالح الديمقراطيين أكثر من الجمهوريين، لكن استطلاعات الرأي أظهرت في الفترة الأخيرة ميلا لافتا من قبلهم للجمهوريين.
وأظهر آخر استطلاع لـ"نيويورك تايمز/سيينا" أن هاريس تحظى بتأييد نسبته 52% في أوساط هؤلاء الناخبين في مقابل 42% لترامب.
وأظهرت الاستطلاعات لدى الخروج من مراكز الاقتراع في 2020 بأن نسبة التأييد لجو بايدن في أوساطهم بلغت 60%.
عنصرية
قال دومينغيز-فييغاس لـ"فرانس برس" عبر الهاتف: "للأسف، ترى الأحزاب في الكثير من الأوقات هؤلاء الناخبين على أنهم كتلة تصوّت بشكل موحّد لكن الحال ليس كذلك".
وأوضح "إضافة إلى تنوّع بلدانهم الأصلية، هناك تنوّع أيضا في الفكر والأعمار وحتى الأعراق".
وعلى سبيل المثال، يؤكد أوزونا أنه على ثقة بأن ترامب سيحسّن الاقتصاد ويخفض الهجرة غير النظامية، مشيرا إلى أنه يشعر بأن امتلاك الوافدين الجدد حقوقا ومزايا أكثر مما كان يملكه هو عندما قدم إلى الولايات المتحدة قبل 27 عاما هو أمر غير منصف.
وخلال الأسابيع الأخيرة، سعى كل من ترامب وهاريس لكسب تأييد ذوي الأصول اللاتينية من خلال إعلانات باللغة الإسبانية وشاركا في جلسات نقاش مع الناخبين من هذه الفئة نظمتها شبكة "يونيفيجن" التلفزيونية.
لكن حملة ترامب تحاول تقليص حجم الأضرار بعدما تهكّم أحد المتحدّثين خلال تجمعه الانتخابي بمدينة نيويورك بشكل فظ على بورتوريكو وذوي الأصول اللاتينية، في تصريحات قوبلت بإدانات واسعة على اعتبارها عنصرية.
وسارعت حملة هاريس لاستغلال التصريحات وسلّطت الضوء على مبادرتها لدعم بورتوريكو اقتصاديا، وهي أرض أمريكية ناطقة بالإسبانية.
وقالت إليزا كوفاروبياس نائبة مدير منظمة "غاليو" غير الربحية في جورجيا التي تعنى بشؤون هذه الجالية: "كانت إهانة كبيرة لأهالي بورتوريكو وهم مواطنون في هذا البلد".
وأضافت "كان خطأ سياسيا فادحا لأن هناك الكثير من البورتوريكيين في نيويورك وبنسلفانيا وولايات أخرى مهمة مثل جورجيا يتابعون ويسمعون ما يقال".
وقال خافيير توريس مارتينيز المقيم قرب ميامي والمتحدر من بورتوريكو بصراحة إن "الضرر وقع بالفعل".
وأفاد مارتينيز البالغ 45 عاما والذي يعمل في مجال التأمين الصحي لفرانس برس "قبل ذلك، كنت مقتنعا بنسبة 100% بالتصويت لترامب والآن لدي دافع بنسبة 100% للتصويت لهاريس".
"لدينا القوة"
أما مارثا آرس التي لم يكن قرارها محسوما في السابق، فقالت إن التصريحات "ساعدتني في توضيح أفكاري".
وقالت طبيبة الأطفال البالغة 41 عاما التي انتقلت من بورتوريكو إلى ميامي بعدما دمّر الإعصار ماريا الجزيرة عام 2017 "كل ما فعلته هذه التصريحات هو منحي الشجاعة للخروج والتصويت".
في المقابل، أفاد سيزار فييرا (18 عاما) بأنه لا يعتبر أن النكات مهينة وبأنه ما زال على موقفه بشأن التصويت لصالح ترامب.
وقال قبيل تجمع انتخابي لترامب في جورجيا "إنه الخيار الأفضل بالنسبة للاقتصاد حاليا".
وفي وقت سابق هذا الشهر، عمل منظّمون مع الذراع السياسية لمنظمة "غاليو" في مكتب على أطراف أتلانتا للترويج لهاريس في أوساط هذه الجالية.
وعلى المدخل، عُلّقت لافتة مؤيدة لهاريس كتب عليها بالإسبانية "لا بريسيدينتا" (الرئيسة).
وأوضحت كايلي غوميز-لينويبر، مديرة السياسة والدفاع عن الحقوق لدى المنظمة، لوكالة فرانس برس "ما أقوله دائما لجاليتنا هو أن لدينا القوة والنفوذ".
وأضافت "إذا كان بإمكاننا إقناع أفراد جاليتنا بالمشاركة، فهم من سيحددون الشخصية التي ستحتل البيت الأبيض".