الانتخابات الرئاسية الأمريكية هي الأكثر متابعة بالعالم، لما لحامل مفاتيح البيت الأبيض من تأثير في حياة الناس داخل أمريكا وخارجها.
وتجرى الانتخابات في شهر نوفمبر/تشرين الثاني كل 4 سنوات، ويمكن إعادة انتخاب الرئيس لولاية إضافية فقط، وفي المجمل أُجري 59 اقتراعا منذ عام 1789، وتم انتخاب 40 رئيسا من أصل 46 بهذه الطريقة، فيما وصل رؤساء آخرون للمنصب نتيجة الشغور لأسباب الوفاة والاغتيال.
ويتوجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع هذا العام لانتخاب رئيسهم الثلاثاء المقبل، إذ يتنافس في الانتخابات نائبة الرئيس الحالي والمرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، والرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري.
يشير المجمع الانتخابي إلى مجموعة الناخبين الرئاسيين الذين يشترط الدستور تشكيلهم كل 4 سنوات لغرض وحيد هو انتخاب الرئيس ونائبه.
وكل ولاية أمريكية لديها عدد من أعضاء المجمع يساوي عدد ممثليها في الكونغرس بمجلسيه، فلكل ولاية نواب حسب عدد سكانها، وممثلان في مجلس الشيوخ؛ تكساس مثلا لديها 38 عضوا في المجمع، وفرجينيا 13، أما الولايات الأقل كثافة سكانية، مثل ألاسكا وديلاوير، فلديها 3 أعضاء فقط.
وتعيّن كل ولاية، عقب التصويت الشعبي في نوفمبر/تشرين الثاني، كبار ناخبيها رسميا، وهم الذين اختارهم الحزب السياسي للمرشح الفائز بالتصويت الشعبي للولاية، وتعهدوا بالتصويت له.
ويوجد حاليًا 538 ناخبًا في المجمع الانتخابي، والأغلبية المطلقة من الأصوات الانتخابية -270 أو أكثر- مطلوبة داخل المجمع لانتخاب الرئيس ونائبه.
الانتخابات الأمريكية 2024
يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي في كل ولاية، في ديسمبر/كانون الأول، للإدلاء بأصواتهم الرسمية، التي ترسلها الولايات إلى واشنطن، لإعلان الحصيلة الرسمية في شهر يناير/كانون الثاني.
وتاريخ اجتماع كبار الناخبين حدده الدستور الأمريكي، الذي ينص على أن "يجتمعوا ويدلوا بأصواتهم في أول يوم إثنين بعد ثاني يوم أربعاء في ديسمبر/كانون الأول".
وإذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة، تُجرى انتخابات طارئة، إذ يُطلب من الكونغرس الأمريكي انتخاب الرئيس ونائبه.
شروط ومتطلبات التصويت في انتخابات أمريكا
ينص الدستور على أنه لا يمكن إنكار حق التصويت على أساس العرق أو اللون أو الجنس أو العمر بالنسبة للمواطنين الذين يبلغون ثمانية عشر عاما أو أكثر.
وإلى جانب هذه المؤهلات الأساسية، يقع على عاتق الهيئات التشريعية للولايات مسؤولية تنظيم أهلية الناخبين. تمنع بعض الولايات المجرمين الصادرة ضدهم أحكام، خاصة معتادي الإجرام، من التصويت لفترة محددة من الزمن أو إلى أجل غير مسمى.
ويقدر عدد الأمريكيين البالغين غير المؤهلين للتصويت حاليا أو دائما بسبب إدانتهم بارتكاب جناية 5,3 مليون. وتمتنع بعض الولايات عن الإعلان عن غير المؤهلين للتصويت بشكل قانوني وفقا لبيانات الدستور.
وتسمح بعض الولايات لغير المواطنين بالتصويت في الانتخابات المحلية. ومن المهم التحقق قبل التسجيل. والأشخاص الذين يكذبون ليتمكنوا من التصويت قد يواجهون عواقب وخيمة، بما في ذلك الاعتقال وحتى الترحيل.
يسجل الناخبون المصوتون في مراكز الاقتراع أصواتهم في معظم الأحيان باستخدام آلات التصويت الضوئي أو آلات التسجيل الإلكتروني المباشر للتصويت. عادة تُختار آلة التصويت عبر السلطة القضائية المحلية في الولاية بما في ذلك المقاطعات والمدن والبلدات.
وغيّرت العديد من هذه السلطات القضائية المحلية أدوات التصويت لديها منذ عام 2000، بسبب اعتماد قانون الانتخابات، الذي خصص أموالًا لاستبدال أدوات التصويت، وهي بطاقة مثقبة وآلة رافعة.
ويعتبر التصويت المبكر عملية رسمية، إذ يمكن للناخبين أن يدلوا بأصواتهم قبل يوم الانتخابات الرسمي. يسمح بالتصويت المبكر بشكل فردي في 33 ولاية وفي واشنطن العاصمة دون ضرورة تقديم عذر.
فيما يتشابه الاقتراع البريدي في الانتخابات الأمريكية من عدة نواحٍ مع الاقتراع الغيابي. وتُسلم جميع أوراق الاقتراع عبر البريد في أوريغون وواشنطن وكولورادو.
كل ولاية يفوز بها المرشح تجعله أقرب للوصول إلى عدد أصوات المجمع الانتخابي الـ270 التي يحتاج إليها للفوز بالرئاسة.
لكن الفوز بالعدد الأكبر من أصوات الناخبين على مستوى البلاد لا تعني بالضرورة الحصول على العدد الكافي من أصوات المجمع الانتخابي لتأمين الأغلبية اللازمة، وعددها 270 صوتا على الأقل.
في الواقع، فإنه في اثنتين من الانتخابات الخمس الأخيرة فاز مرشحان بالرئاسة رغم حصولهما على عدد من أصوات الناخبين في التصويت الشعبي أقل مما حصل عليه منافسهما.
ففي عام 2016، حصل دونالد ترامب على عدد أقل بثلاثة ملايين صوت عما حصلت عليه هيلاري كلينتون، لكنه فاز بالرئاسة، لأنه حصل على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي.
وفي عام 2000 فاز جورج دبليو بوش بـ271 صوتاً داخل المجمع الانتخابي، رغم تقدم المرشح الديمقراطي آل غور في التصويت الشعبي بأكثر من نصف مليون صوت.