اخبار

ما زال من المبكر لمجموعة بريكس تحدي الهيمنة الغربية
ما زال من المبكر لمجموعة بريكس تحدي الهيمنة الغربية
سيجتمع أكثر من عشرين قائدا من قادة الدول في روسيا غدا للمشاركة في قمة مجموعة بريكس، التكتل الذي يأمل الكرملين أن يجعله قوة موازية لـ”هيمنة” الغرب، لكن محللين يرون أنه ما زال من المبكر للتكتل تحقيق هذا الهدف.

وسيناقش التكتل خلال القمة سلسلة من القضايا المثيرة للجدل، مثل إلغاء الاعتماد على الدولار.

 ولعبت روسيا، بصفتها الدولة المضيفة، دورا رائدا في تشكيل أجندة طموحة لقمة بريكس 2024. وتشمل محاور جدول الأعمال الرئيسية هذا العام “التخلص من الدولرة” وقضية إنشاء آليات مالية بديلة.

 وستسعى روسيا خلال القمة إلى التوصل إلى اتفاق بين الدول الأعضاء على زيادة حصة العملات الوطنية في تجارتها الثنائية، أو استخدام اليوان الصيني كلما أمكن ذلك بدلا من اليورو أو الدولار حتى وإن كان ذلك غير عملي بسبب الاختلالات التجارية.

من المرجح أن تمنع النزاعات الداخلية والاعتماد على الإجراءات من الصين تحقيق اختراقات من شأنها أن تمكن بريكس من تحدي الغرب بسرعة أو بشكل كبير

وبحسب تقرير لموقع ستراتفور يرجع ذلك إلى أن موسكو تعتقد، مثل معظم الخبراء، أن عملة بريكس ستكون مستحيلة.

 وتتوقع بدلا من ذلك أن الترويج لليوان الصيني في تسوية التجارة الدولية وعملة احتياطية سيكون السبيل الواقعي الوحيد للتخلص من الدولار بشكل أسرع. ومن المرجح أن تدفع روسيا التكتل إلى تأييد خفض تدريجي في احتياطيات البنك المركزي لدول بريكس المحتفظ بها بالدولار.

ومن الممكن أن يساعد التقدم في إزالة الدولار على الحد من النفوذ الاقتصادي العالمي الغربي، وعلى بناء نظام مدفوعات وبنية تحتية مالية أكثر مقاومة للعقوبات من خلال مجموعة بريكس. وهذا ما يعني أنه من المرجح أن تروج الكتلة بدائل لشبكة الرسائل المصرفية سويفت التي تعالج المدفوعات الدولية، بما في ذلك تقنية دفتر الأستاذ الموزع (دفتر الأستاذ المشترك) لإنشاء منصة جديدة متعددة الجنسيات تسمح بالتسويات بالعملات المشفرة.

وقد يفضي هذا إلى معالجة أسرع وأقل كلفة وسط انخفاض مخاطر الائتمان وغياب فحوصات الامتثال.

لكن يبقى من المرجح أن تمنع النزاعات الداخلية والاعتماد على الإجراءات من الصين تحقيق اختراقات من شأنها أن تمكن بريكس من تحدي الغرب بسرعة أو بشكل كبير.

 ومن المرجح أن يكون التقدم الملموس متعلقا بإطار عمل لصفة الدول الشريكة، فلا يزال التكتل يعاني من الخلاف الداخلي حول التوسع الأخير الذي عارضته البرازيل والهند في البداية خوفا من زيادة عدد الدول التي لا تسعى لأن يكون انضمامها إلى بريكس بديلًا عن ارتباطها بالغرب.

وسيكون شعور الدول بالتهديد أقل في مواجهة دولة شريكة لا تتمتع بحقوق التصويت. لكن يبقى من غير المرجح أن تسفر القمة عن تقدم ملحوظ في التخلص من الدولار والتعاون المالي بسبب الخلافات الداخلية والتقاعس الصيني.

وقد تتعهد دول بريكس باختيار أنظمة دفعها التجارية الخاصة (مثل نظام مدفوعات بريكس باي الذي أطلقته مؤخرا) والآليات التي تستخدم العملات المحلية بدلا من الدولار، على الرغم من أن الأحجام المالية التي تستخدمها من المرجح أن تظل دون تأثير كبير.

وبينما تعدّ الخطوات الرمزية مثل إنشاء مجموعات عمل ممكنة، لا يزال التقدم الملموس الفوري نحو عملة بريكس أو إنشاء معيار ذهبي لمجموعة بريكس مستبعدا بسبب المقاومة الداخلية، خاصة من البرازيل والهند، اللتين لا تريان بالضرورة أن انخفاض استخدام الدولار لصالح اليوان الصيني يصب في مصلحتهما المالية أو الجيوسياسية. وهذا ما سيجعل روسيا تعتمد على نظائر الصين للأنظمة المالية الغربية (مثل نظام الدفع بين البنوك عبر الحدود، البديل الصيني لسويفت) للحد من تعرضها للعقوبات.

لكن بكين لا تركز على تفكيك النظام المالي العالمي المقوم بالدولار فورا، حيث لا تزال تعتمد عليه بشدة لبيع الصادرات التي يعتمد عليها اقتصادها. وبينما قد تتصور روسيا أن منتدى بريكس منصة يمكن من خلالها تشجيع بكين على تسريع عملية التخلص من الدولار من خلال تقديم تحالف واسع من الدول التي تزعم أنها تدعم العمل الصيني الأسرع، ستواصل الصين من جهتها تطوير آليات مالية بديلة بوتيرتها الخاصة.

ويتوقع تقرير ستراتفور ألا ترتفع هذه الوتيرة إلا إذا رأت بكين أن الحاجة إلى انفصال اقتصادي أسرع عن الغرب تستحق مواجهة مخاطر اقتصادية وسياسية كبيرة. ويعني عدم رغبة بكين في فتح حساب رأسمالها الخاص والحد من ضوابط تدفق رؤوس الأموال أن اليوان لن يهدد بشكل خطير هيمنة الدولار العالمية في المستقبل المنظور، حتى لو سرعت اتفاقات قمة بريكس بشكل هامشي استخدام العملة الصينية المتزايد بالفعل في التجارة العالمية.

20 أكتوبر 2024

هاشتاغ

التعليقات

الأكثر زيارة