كشفت الحملة العالمية التي أطلقتها دولة الإمارات تحت شعار “استثمر في الإمارات”، والتي تجوب العديد من المدن والعواصم العالمية، عن نموذج مركبة الأجرة الطائرة والمزمع تشغيله كخدمة للتنقل في دولة الإمارات مع حلول العام 2026.
وتسلط الحملة الضوء على إحدى أهم تكنولوجيات الخدمات المستقبلية للنقل من خلال سيارات الأجرة الطائرة التجارية، حيث تم عرض النموذج في العاصمة البريطانية لندن، أمام زوار محطة “تشارينغ كروس” في عرض جذب أنظار مرتادي المحطة الشهيرة.
وجاءت الخطوة بعد توقيع اتفاقية لمدة ست سنوات بين هيئة الطرق والمواصلات في دبي وشركة جوبي الأميركية الرائدة في مجال الطيران.
وتشكل هذه الشراكة إضافة جديدة لسجل الإنجازات البارزة للدولة في قطاع النقل، والذي يشمل إطلاق أول نظام نقل عام ذاتي القيادة بالكامل في العالم.
وكانت الحملة قد بدأت برسالة من النجم العالمي إدريس إلبا، يدعو فيها المبتكرين والمبدعين والمستثمرين حول العالم إلى الاستثمار في الإمارات.
كما طالبهم بالاستفادة من البيئة الاقتصادية المتكاملة والإمكانات القوية التي يحظى بها البلد الخليجي، والتي جعلته الوجهة الأكثر جذبا للمواهب في العالم، وفق وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.
◙ الحملة بدأت برسالة من النجم العالمي إدريس إلبا يدعو فيها المبتكرين والمبدعين والمستثمرين حول العالم إلى الاستثمار في الإمارات
وتجوب الحملة مدنا عالمية مثل كان وميونخ وباريس وزيورخ وجنيف ونيويورك، وتستهدف رواد الأعمال وأصحاب الأفكار الواعدة حول العالم، للقدوم إلى الإمارات والاستثمار فيها وتحويل أفكارهم إلى واقع.
وتم تفعيل الحملة في لندن، وهي المدينة التي احتضنت أول نظام سكك حديد عامة، للتعريف بخدمات سيارات الأجرة الطائرة التجارية في الإمارات، حيث سيتم عرض نموذج بحجم كامل للتاكسي الكهربائي في قلب المدينة. ويضع الاستثمار في تطوير الحلول الأكثر ابتكارا الإمارات في صدارة التكنولوجيا العالمية في قطاع النقل المعاصر.
ويقول الخبراء إن الروح الريادية للحكومة دفعتها إلى إطلاق أول نظام مترو وترام ذاتي القيادة، وبناء أكثر المطارات الدولية ازدحاما في العالم، وإطلاق أفضل خطوط الطيران الرائدة عالميا.
وستبدأ خدمات سيارات الأجرة الطائرة في العمل من 4 مواقع رئيسية في دبي، تشمل مطار دبي الدولي ونخلة جميرا الشهيرة ومارينا ووسط المدينة وذلك عبر الطائرات الكهربائية المستدامة بالكامل.
وتم تصميم هذه الطائرات لنقل طيار وأربعة ركاب بسرعات تصل إلى 322 كيلومترا في الساعة، ما يجعل الرحلة من مطار دبي الدولي إلى نخلة جميرا تستغرق عشر دقائق فقط، وذلك عبر منظومة دعم متكاملة وإطار تنظيمي مرن وشامل.
وحرصت الدولة منذ سنوات على تحديث بينتها التحتية للطرق وحسنت مطاراتها، كما أن لديها شبكة لسكك الحديد مرتبطة مع جيرانها في منطقة الخليج العربي.
وفي مطلع 2018 دشنت هيئة الطرق والمواصلات في دبي بالتعاون مع شركة نكست فيوتشر ترانسبورتيشن الأميركية، التجارب لأول وحدات تنقل ذاتية القيادة في العالم. وتم تصنيع هذه النماذج في إيطاليا، وهي تستند في حركة تشغيلها إلى مسار افتراضي يتم إعداده وبرمجته مسبقا في النظام.
◙ الحكومة الإماراتية تحرص من خلال هذه الحملة إلى دعم رواد الأعمال والمبدعين لتحقيق الأفكار الواعدة وفتح المجال أمامهم للوصول إلى الأسواق العالمية
وصمّمت لقطع مسافات قصيرة ومتوسطة في مسارات معيّنة ومحددة، وذلك باقتران الوحدات مع بعضها خلال فترة تتراوح بين 15 و20 ثانية، وانفصالها عن بعضها البعض بناء على وجهات الركاب خلال خمس ثوان. وتم تزويدها بتقنية الكهروميكانيكية للقيام بعمليات الاقتران والانفصال، ويمكن تفعيل هذه الخاصية أثناء الحركة دون الحاجة إلى التوقف.
ويبلغ طول كل وحدة 2.87 متر وبعرض 2.24 متر، أما الارتفاع فيبلغ 2.82 متر، ويقدّر وزنها بنحو 1.5 طن، وتتسع لعشرة ركاب، كما زوّدت كل وحدة ببطارية تعمل لمدة ثلاث ساعات، ويستغرق شحنها 6 ساعات، ويبلغ متوسط سرعتها 20 كيلومترا في الساعة.
وتحرص الحكومة الإماراتية من خلال هذه الحملة إلى دعم رواد الأعمال والمبدعين لتحقيق الأفكار الواعدة وفتح المجال أمامهم للوصول إلى الأسواق العالمية انطلاقا من الإمارات.
ورسخت الإمارات مكانتها كوجهة رائدة لتأسيس الأعمال والشركات لما تحظى به من مقومات كبيرة كعدم وجود ضرائب على دخل الأفراد، وروابط تجارية ولوجستية عالمية، وتوافر وسائل عديدة للتمويل.
ويبلغ عدد الشركات الناشئة في البلاد حاليا ما يقرب من ألف شركة، من بينها خمس شركات مليارية (يونيكورن)، تقود صناعات المستقبل مثل التكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا الأغذية وتكنولوجيا العقارات.
ومؤخرا، استثمرت مايكروسوفت 1.5 مليار دولار في شركة جي 42 الإماراتية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، مما عزز مكانة الإمارات كقوة رائدة في تطوير التقنيات المتقدمة عالميا، إلى جانب أسواق رئيسية أخرى مثل العملات المشفرة والتكنولوجيا المالية.