كان حريصا على ارتداء الساعة، ودائم النظر إليها وكأنه يدرك مسبقا أن لا عدو له أكبر من الزمن المنساب بين أصابعه.
رافقت الساعة رئيس حركة حماس يحيى السنوار في حياته-كما تقول صفحات مقربة من حركته- وحتى بمقتله، ظهرت الساعة في معصم يده اليسرى لتقف شاهدا على نهايته.
وبتداول صور بحسابات عبر مواقع التواصل وإعلام إسرائيلي تظهر جثة يرجح أنها للسنوار، بدت ساعته المستديرة لافتة رغم الغبار الذي طوقها ومشاهد الأنقاض التي تحاصر الجثة المفترضة لزعيم حماس.
والخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يتحقق مما إذا كان قد "قضى" على السنوار في عملية في قطاع غزة، في ما قد تكون ضربة قاسية للحركة الفلسطينية بعد عام على اندلاع الحرب بين الطرفين.
والسنوار المكنى "أبو إبراهيم" ويبلغ 62 عاما، هو "الرجل الحي الميت" بالنسبة لإسرائيل التي تعتبره هدفا رئيسيا وتتهمه بأنه مهندس هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 الذي أشعل شرارة الحرب في القطاع الفلسطيني المحاصر.
ووفق صفحات محسوبة على حماس، فقد كان السنوار يحرص على ارتداء الساعة، وكأن الزمن خصم له، حيث كان دائم النظر إلى ساعته وكأنه يشعر أن وقته محدود.
وفيما اعتبر كثيرون أن الساعة دليل نفي للأخبار الإسرائيلية، حيث كان يرتدي ساعة "مستطيلة" وليست "دائرية"، يرى آخرون أنها دليل إثبات لكافة المعلومات، لاسيما أن السنوار لم يظهر من قبل دون ارتدائه الساعة.
غزة بين التصعيد والتهدئة.. مقتل يحيى السنوار في ميزان الحرب
وفي بيان أولي صدر مساء الخميس، قال الجيش الإسرائيلي والشاباك، إنه «خلال نشاط لقوات جيش الدفاع في قطاع غزة تم القضاء على ثلاثة مخربين»، مشيرًا إلى أن عملية فحص احتمال أن يكون أحدهم يحيى السنوار جارية.
وقالت مصادر إسرائيلية مطلعة إن الجيش الإسرائيلي واجه رجلا يعتقد أنه يحيى السنوار خلال عمليات عسكرية روتينية في قطاع غزة، مشيرة إلى أن قوات مشاة إسرائيلية واجهت ثلاثة مسلحين قرب مبنى في غزة واشتبكت معهم.
وبعد انتهاء المواجهات، عثرت القوات على جثة تشبه السنوار، وأبلغت كبار القادة.
ومع أنه لم يتسن لـ«العين الإخبارية» التحقق من مصدر الصور أو صحتها، إلا أن الشبه بين الجثة والسنوار بدا واضحا بالعين المجردة، إضافة إلى بنيته الجسدية وتفاصيل أخرى كثيرة كانت من سمات الرجل الظاهرية.
ولم يكن خبر مقتل السنوار مفاجئا، فبعد مقتل زعيم حزب الله بلبنان حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على قلب بيروت، بدا أن مسألة القضاء على زعيم حركة حماس لم تكن سوى مسألة وقت.
ورغم أن مصادر تقول إن الرجل ضاعف «تدابيره» الأمنية حول نفسه، بتفادي استخدام أي وسيلة اتصال حديثة، إلا أن كل ذلك لم يحمه من الوقوع تحت نيران إسرائيل.