عكَس معرض ومؤتمر "جالو" للتمور مدى ثراء ليبيا الثقافي وتنوعها الحضري، وما تمتلكه من تشكيلة فريدة من الزي الشعبي، تدفع الليبيين لتوثيقها كـ"تراث عالمي".
فخلال المعرض المقام في مدينة جالو بشرق ليبيا، خلال الفترة من 10-15 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تم إطلاق الطبعة الأولى من كتاب النقيشة، المختص بتوثيق الزي الجالاوي نسبة إلى المدينة، من تصميم وإخراج عزة شحاتي، وإعداد مبروكة إبراهيم.
وهذا الكتاب هو "أول محاولة لتوثيق هذا الزي المميز في كل ليبيا، وما يتمتع به من أقمشة ونقوشات وتصميم، والذي يعد تراثا خاصا بمدينة جالو"، وفقا لمعدّة الكتاب، مبروكة إبراهيم.
وتقول في تصريح لـ"العين الإخبارية" إن عرض الكتاب خلال المعرض "ليس إلا خطوة أولى في طريق تسجيل هذا التراث في منظمة اليونسكو كتراث عالمي، وستليها تعديلات وإضافات على الكتاب للتوثيق السليم والكامل والشامل لهذا الزي المميّز".
ويسلّط معرض "جالو" الدولي للتمور والصناعات المصاحبة الضوء على أهمية التمور وصناعاتها في الاقتصاد الليبي الذي يطمح إلى تنويع مصادر دخله، المعتمد بشكل أساسي حتى الآن على النفط، وتتضمن فعاليات المعرض أنشطة تقدم صورة عن التراث الشعبي الليبي في عدة مجالات أخرى، منها الملابس وعادات الاحتفالات.
تنوّع فريد
وترى الدكتورة مفيدة خليل، النائب الأول لرئيس المجلس القومي للمرأة، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن المعرض "متميز بتجهيزاته وما قدمه من موضوعات، وقدم بصورة مشرفة صناعات ليبية فريدة، سواء الصناعات اليدوية أو المنتجات الغذائية، كأول معرض يقام بهذا الشكل والتنظيم في ليبيا".
وأشادت بالكتاب المعروض الخاص بالنقيشة الجالوية، قائلة إنه "يحافظ على تراث ثري وضخم، وإن كل مدينة ليبية لها تراثها الذي تحاول الحفاظ عليه؛ فليبيا ذات تراث كبير وعريق ومتنوع".
حماية التراث
لقي المعرض اهتماما كبيرا من الليبيين، ووصفته نعيمة المصراتي، إحدى المشاركات فيه، بأن كان ثريا، مشيرة بشكل خاص إلى أهمية عرض الزي الوطني، معتبرة أن ذلك "حدث فريد ومميز، كشف جزءا من التراث الوطني فيما يخص زي المرأة ولبس العروس، وكيفية تعليم العروس اختيار إكسسواراتها، وطريقة حياكتها لزيها واختيار الأقمشة، ونقش النقوش المميزة عليه".
وطالبت في حديثها لـ"العين الإخبارية" بدعم مثل هذا الفن، وهذا النوع من الأحداث الثقافية، للمحافظة على الزي التقليدي والتراث الوطني، ومجابهة أي محاولة لسرقته.
ويهدف مؤتمر ومعرض "جالو" الدولي للتمور والصناعات المصاحبة، بجانب عرض التراث الشعبي في هذه المجالات، إلى جذب الاستثمارات وتسهيل التصدير.
وتمتلك ليبيا أكثر من 10 ملايين نخلة، ويبلغ إجمالي الإنتاج في المتوسط 180 ألف طن سنويا، يجري تصدير 50 ألف طن منها، حسب إحصائيات وتقديرات وزارة الزراعة الليبية العام الماضي.
ويتوزّع معظم النخيل في مناطق الواحات والجفرة بشرق وجنوب شرق البلاد، خاصة في مدن هون وودان وسوكنة، ويخرج منها أكثر من 400 صنف من التمور، من بينها الدجلة والصعيدي وتمر حليمة والمجهول وتغيات آبل وتامج وخضراي وبستيان وامجواري وعليق ونواية مكة.