قابلت مغربيات حملة #لا_للنساء_في_المدرجات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بسيل من الانتقادات. وتدعو الحملة إلى منع النساء المغربيات من دخول ملاعب كرة القدم، وذلك تزامنا مع انطلاق مباريات التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2025، التي من المرتقب أن تشد إليها اهتماما ومُتابعة واسعة من لدن المواطنين المغاربة.
وشهدت مواقع التواصل بالمغرب هجوما شرسا على المغربيات اللواتي يتابعن مباريات كرة القدم في المقاهي والملاعب، وطرحت أسئلة حول هوية من يقف وراءها خاصة أن معظم الحسابات التي روجت للحملة وهمية، قبل أن ينتشر الهاشتاغ على مواقع التواصل الاجتماعي. كما انطلقت حملة بعنوان “شد ختك فدار” (احبس أختك في المنزل).
وعرفت الحملة المثيرة للسخرية والجدل انتشارا سريعا على عدد من الصفحات والمجموعات على مواقع التواصل، وأثارت ردود فعل متضاربة، حيث هناك من اعتبر الحملة عنصرية وتمييزا ضد النساء، فيما رأى آخرون أنها حملة مريبة في مضمونها وتوقيتها. وقال معلقون إن الحملة ضرب لمجهودات المغرب الذي يستعد لاحتضان عدة مناسبات رياضية.
وقالت صفحة على فيسبوك:
وكتب معلق:
واعتبرت ناشطة:
وقالت أمينة التوبالي، عضو ائتلاف “المناصفة دبا”، إن “توجه الحملة بالخطاب أساسا إلى الذكور أساسا ينطلق من تصور يرى استمرار قدرة هؤلاء على فرض وصايتهم على أخواتهن، وهو تصور ينقضه الواقع الذي يقول إننا بصدد بيئات ثقافية وعقليات جديدة للنساء المغربيات تجعلهن يتمسكن بحريتهن واستقلاليتهن في اتخاذ القرارات التي تهمهن حصرا”.
وتابعت “الرياضة النسائية تطورت، فالمُنتخب المغربي للسيدات يواصل البصم على أداء استثنائي في كل التظاهرات الإقليمية والدولية، ثم ها هو المغرب مقبل على تنظيم كأس العالم للسيدات (أقل من 17 سنة) سنة 2025… هل يريد هؤلاء أن يستفرد الرجال بتشجيع اللاعبات دون النساء المغربيات؟”.
وحذرت الحقوقية في تصريحات لصحيفة هسبريس المحلية من أن “هذه الحملات التي تنطوي على عنف إلكتروني ضد المرأة هي بمثابة تحريض وتجييش للذكور المغاربة قد يؤدي إلى تعريض النساء المغربيات الراغبات في ولوج مدرجات الملاعب للتعنيف من قبلهم، بل إلى إلحاق العنف بمن يتمكن من دخول هذه الفضاءات”.
واعتبرت عضو “ائتلاف المناصفة دبا” بأن “بقاء النقاش العمومي مُنحصرا في مسائل ترتبط بالتضييق على النساء المغربيات يسيء إلى صورة المملكة المغربية، والأحرى توجيه هذا النقاش للترافع والنضال، سوية، نساء ورجالا، من أجل الدفاع عن الحقوق الأساسية وتعزيز العدالة الاجتماعية وتقليص الفوارق بشتى أنواعها، بما يضمن تنمية اقتصادية واجتماعية يستفيد منها الجميع”.
وكتب حساب يتابعه أكثر من 30 ألفا على إكس تغريدة مثيرة للجدل جاء فيها:
وحذرت معلقة:
وعدّت ناشطات أن هذه “الحملة تنطوي على الدعوة إلى مصادرة حق المرأة في الذهاب إلى فضاء عام هو ملك للجميع، رجالا ونساء”، وذلك “انتفاضا على تكرس ثقافة الحضور داخل مدرجات الملاعب لدى قطاع واسع من النساء المغربيات غداة كأس العالم في قطر 2022″، معتبرات أن “هذه الدعوات تجافي الواقع الذي يقول من جهة إن هناك اهتماما على أعلى المستويات بجعل الرياضة المغربية تنخرط في تقليص الفوارق بين الجنسين، تجلى أساسا في الاستقبال الملكي لأمهات اللاعبين عقب التظاهرة العالمية ذاتها، ومن جهة ثانية في تغير عقليات النساء المغربيات وتوجههن أكثر نحو رفض منطق الوصاية عليهن".
واعتبر حساب في هذا السياق:
ولم تستبعد حقوقيات أن “يكون الهدف من وراء إطلاق هذه الحملة إبعاد النقاش العمومي عن ورش إصلاح منظومة الأسرة". وفي تقرير صدر العام الماضي، قالت المندوبية السامية للتخطيط، وهي مؤسسة رسمية، إن العنف الإلكتروني بات يمثل 19 في المئة من مجموع أشكال العنف ضد النساء في المغرب. وأضافت المندوبية أن ما يقرب من 1.5 مليون امرأة مغربية هن ضحايا للعنف الإلكتروني بواسطة الرسائل الإلكترونية أو المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية.
وتقول المندوبية المغربية إن نسبة التعرض للعنف الإلكتروني ترتفع من 19 إلى 34 في المئة لدى الفتيات المتراوحة أعمارهن بين 15 و19 سنة، وإلى 28 في المئة لدى النساء المتراوحة أعمارهن بين 20 و24 سنة. وبحسب الأرقام الرسمية يزداد خطر التعرض لهذا النوع من العنف بشكل أكبر عند نساء المدن في المغرب.