تمتلك المنتخبات العربية فرصا كبيرة لضمان تأهلها المبكر إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية والتي تستضيفها المغرب بين 21 ديسمبر 2025 و18 يناير 2026، حيث يتعيّن عليها مواصلة الانتصارات في الجولتين الثالثة والرابعة من التصفيات، ويتعلق الأمر بمصر والجزائر وتونس فضلا عن المغرب مضيف البطولة.
ويتطلع منتخب “الفراعنة” بقيادة مهاجميه محمد صلاح (ليفربول الإنجليزي) وهداف أينتراخت فرانكفورت الألماني عمر مرموش، إلى مواصلة الهيمنة في المجموعة الثالثة، عندما يواجه نظيره الموريتاني الجمعة في القاهرة ثم الثلاثاء في نواكشوط. ويتصدر منتخب مصر المجموعة بست نقاط بالفوز على الرأس الأخضر وبوتسوانا في الجولتين الأولى والثانية، ويأتي “كاب فيردي” ثانيا بثلاث نقاط وبفارق الأهداف أمام موريتانيا، وبوتسوانا رابعة بلا رصيد.
وأجرى مدرب مصر حسام حسن تغييرات على التشكيلة إذ استبعد عدة أسماء لأسباب فنية من بينها عمر جابر وإمام عاشور وعبدالله السعيد، فيما ستبعد الإصابة نبيل عماد “دونغا” عن النافذة الدولية.
وسعى منتخب “المرابطون” إلى إحداث المفاجأة بقيادة مدربه أمير عبدو من جزر القمر، لاسيما أن الفريق يضم أسماء مميزة على المستوى القاري في كافة الخطوط وتحديدا الحارس العملاق بابكر نياس والمهاجم عمر سيدي بونا والجناح أبوبكر كيتا المحترف في بلجيكا، والوافد الجديد مامادو ديالو لاعب شاتورو الفرنسي.
فرض الأسلوب
وفي المجموعة الأولى، يسعى المنتخب التونسي إلى متابعة انتصاراته والحفاظ على سجله المثالي عندما يواجه منتخب جزر القمر الجمعة في رادس ثم الثلاثاء في موروني. ويتصدر المنتخب التونسي الترتيب بست نقاط أمام جزر القمر صاحب النقطتين، وغامبيا ثالثة ومدغشقر رابعة بنقطة لكل منهما. وأجرى مدرب “نسور قرطاج” المخضرم فوزي البنزرتي تعديلات على التشكيلة بعد تأكد غياب بعض العناصر بينهم لاعب سانت باولي الألماني إلياس سعد مرة جديدة ويان فاليري بسبب الإصابة، وسيعوّل على حنبعل المجبري وإلياس السخيري وعيسى العيدوني وفرجاني ساسي ومحمد علي بن رمضان بغية حجز مقعد مبكر في النهائيات.
وأشار البنزرتي إلى أن “المنتخب يسعى إلى فرض أسلوب لعبه وتطوير مردود اللاعبين”، مبينا أن “اختيار اللاعبين لهذه النافذة جاء على أساس معايير دقيقة تعتمد الإحصاءات والجوانب البدنية والفنية وكذلك الإنسانية”. ورغم تأهله المضمون كمضيف، يتطلع المنتخب المغربي إلى مواصلة نتائجه القوية عندما يواجه منتخب أفريقيا الوسطى السبت على الملعب الشرفي في مدينة وجدة (شرق المملكة المغربية) والثلاثاء على الملعب عينه.
وسيفتقد مدرب “أسود الأطلس” وليد الركراكي نجميه لاعب غلطة سراي التركي حكيم زياش وجناح ريال مدريد الإسباني إبراهيم دياز بسبب الإصابة كما تحوم الشكوك حول مشاركة ظهير مانشستر يونايتد الإنجليزي نصير مزراوي، فيما وجّه الدعوة لوجوه جديدة لاعب ليل الفرنسي أسامة الصحراوي، وهيلاس فيرونا الإيطالي رضا بلحيان، والواعد عبدالحميد آيت بودلال من رين الفرنسي ومدافع الوداد جمال حركاس ولاعب الرجاء يوسف بلعمري.
بيتكوفيتش، مدرب الجزائر، يدرك جيدا أن الانتصارات هي وحدها القادرة على الرد على الانتقادات وتبرير خياراته
وقال الركراكي “غياب زياش ودياز سيمنحنا الفرصة لاكتشاف أنفسنا من دونهما كلاعبين مؤثرين، وهذا الأمر فرض عليّ البحث عن بدائل بذات القيمة”. وفي المجموعة عينها يسعى منتخب الغابون بقيادة المهاجم بيار إيمريك أوباميانغ إلى التقدم في الترتيب عندما يواجه ليسوتو.
ويرنو المنتخب الجزائري إلى تحقيق انتصارين يرسلانه إلى النهائيات ضد نظيره التوغولي عندما يتواجهان الخميس في عنابة والاثنين في لومي، ضمن منافسات المجموعة الخامسة. ويستعيد المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش جهود رياض محرز وحسام عوار اللذين غابا عن لقاء ليبيريا في الجولة السابقة للإصابة، ليشكلا دعامة للتشكيلة التي ضمت لاعبين جددا استدعوا للمرة الأولى وهم لاعب هرتا برلين الألماني إبراهيم مازة، وحارس نادي شباب قسنطينة زكريا بوحلفاية، إضافة إلى عودة لاعبي نيس الفرنسي بدر الدين بوعناني وهشام بوداوي ومهاجم فولفسبورغ الألماني محمد الأمين عمورة.
وأكد بيتكوفيتش أن “منتخب توغو تعاقد مع مدرب جديد ويمتلك مؤهلات تمكنه من لعب الأدوار الأولى في التصفيات، وهو ما وقفنا عليه في مباراته الماضية أمام غينيا الاستوائية”. وتابع “أعتقد أننا استدعينا جميع اللاعبين الجاهزين في الوقت الحالي، لقد تابعت الكثير من العناصر، وكنت حريصا على توجيه الدعوة لأفضل اللاعبين الذين رأيتهم”.
لكن بيتكوفيتش، الذي يواجه انتقادات لاذعة بسبب اختياراته للاعبين واستبعاده لفارس شايبي ويوسف بلايلي، على وجه التحديد، سيحاول إبقاء المشاعر والأحاسيس جانبا، واختيار اللاعبين الأكثر جاهزية والخطط المناسبة، من أجل الفوز وتحقيق أفضلية معنوية على المنافس قبل مباراة العودة، وطمأنة الجماهير التي لا يزال يحن بعضها إلى سلفه جمال بلماضي.
ويدرك بيتكوفيتش، جيدا، أن الانتصارات هي وحدها القادرة على الرد على الانتقادات، وتبرير خياراته، حتى إذا كان يؤمن بأنه لم تعد هناك مباريات سهلة في أفريقيا، وأن منتخب توغو يستحق الاحترام ولا يجب الاستهانة به أو التقليل من قيمته كمنافس يسعى خلف نتيجة إيجابية تبقي على آماله في التأهل. يشار إلى أن المباراة يديرها طاقم حكام من مالي بقيادة بوبو تراوري، بمساعدة موديبو ساماكي، وأمادو بيلي جيسي. أما الحكم الرابع فهو ريشارد كاماتي، من مالي أيضا، فيما سيكون جبرين محمد ديمبيلي، من تشاد، مراقبا لها.
مهمة صعبة
سيكون المنتخب الليبي في مهمة صعبة أمام نيجيريا الجمعة في مدينة أويوفي ضمن المجموعة الرابعة التي تشهد لقاء آخر بين بنين وضيفه رواندا. وسيظهر منتخب “فرسان المتوسط” بشكل مغاير بعد إقالة المدرب الصربي ميلوتين سريدوفيتش “ميتشو”، وحلول المحلي ناصر الحضيري بدلا منه على نحو موقت. وحصد المنتخب الليبي نقطة في المباراتين السابقتين اثر تعادله مع رواندا وخسارته أمام بنين.
وتأثر المنتخب فنيا وبدنيا بسبب عدم انطلاق الدوري المحلي، وهو ما سيشكل أمرا بالغ الصعوبة ضد المنتخب النيجيري المدجج بالنجوم بقيادة فيكتور أوسيمهين (غلطة سراي) وأديمولا لوكمان (أتالانتا الإيطالي) وسامويل تشيكوزي (ميلان الإيطالي).
ويتطلع منتخب السودان إلى تحقيق نتائج إيجابية ضد نظيره الغاني عندما يلتقيان الخميس في أكرا والاثنين في دار السلام ضمن المجموعة السادسة المشرعة على كل الاحتمالات، حيث يتصدر الترتيب منتخب أنغولا بست نقاط أمام السودان 3 نقاط، وغانا والنيجر نقطة لكليهما. ويعي منتخب “صقور الجديان” أن المهمة صعبة ولاسيما أنه يلعب خارج أرضه وبعيدا عن جماهيره، فيما يسعى “بلاك ستارز” إلى الانتفاض كي لا يغيب عن البطولة التي يحمل لقبها أربع مرات.