حدد معلق عسكري إسرائيلي 3 رسائل للهجوم الجوي القوي على الضاحية بالعاصمة اللبنانية بيروت الذي استهدف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وقال أفي أشكنازي في تحليل بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية: "من غير الواضح ما حدث لحسن نصر الله، الهدف الأول لإسرائيل في السنوات الأخيرة، إلا حقيقة أن إسرائيل ضربت المقر المركزي لحزب الله بينما كان نصر الله في مقره وهو أمر دراماتيكي".
وأضاف "إن مسألة ما إذا كان نصر الله قد قتل أو نجا من الهجوم على بيروت أمر مهم، لكن الهجوم على المكان الذي يوجد فيه يثبت شيئا مهما آخر".
حزب الله يعلن قصف شمال إسرائيل ويتجاهل «استهداف» نصرالله
وتابع أشكنازي "أولا وقبل كل شيء توضح إسرائيل أن نصر الله هدف للموت، ثانيا تظهر إسرائيل الذكاء والتصميم، وثالثا توضح إسرائيل أنه ليس لديها خط أحمر في محاربة حزب الله، وكل شخصية ومكان يعمل فيه حزب الله ستتصرف إسرائيل ضده بعزم".
كما أشار إلى أنه "نفذت إسرائيل التفجير بينما كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في نيويورك على الأراضي الأمريكية".
وذكر أنه "لا يزال البحث في الضاحية مستمرا، ومن المتوقع أن يستمر لعدة ساعات أخرى للحجم الهائل للأضرار التي لحقت بموقع القصف".
وقال أشكنازي "حسن نصر الله هو زعيم العدو الأكثر تحديا الذي نشأ لإسرائيل في العقود الأخيرة، ويقود نصر الله (64 عاما) حزب الله منذ أربعة عقود، إنه مقرب جدا من إيران، وعلى الرغم من أنه لم يؤسس حزب الله فإنه شكل المنظمة وفقا لتصوره".
وأضاف أن نصر الله "بدأ حياته المهنية في تلك المنظمة أثناء دراسته في مدرسة رسمية في مدينة صور، زار المسجد الرئيسي في المدينة وجذب انتباه خطيب يدعى محمد الغراوي، أعجب الغراوي بذكاء الصبي واهتمامه بالدراسات الدينية، لذلك اختار أن يوصي به لآية الله محمد باقر الصدر، أحد الدعاة البارزين في الحوزات الشيعية في النجف بالعراق".
وتابع "بعد نحو عام وبعد الانتهاء من تعليمه الثانوي انتقل نصر الله إلى النجف لبدء دراسته، وبعد وصوله إلى النجف التقى باقر الصدر، الذي وضعه تحت رعاية عباس الموسوي، وهو طالب لبناني من وادي البقاع أصبح فيما بعد داعية وزعيما لحزب الله، كل هذا عندما كان عمره 16 عاما فقط، ثم شكل علاقة شخصية قوية جدا معه، وكانت معظم نظرته للعالم مستمدة من تعاليم الموسوي".
وذكر أنه "بعد اغتيال موسوي تم انتخاب نصر الله لهذا المنصب".
ويستذكر أنه "في إسرائيل لم يصدقوا أن الشاب سيتفوق على أسلافه ويجعل المنظمة أكثر قوة وخطورة مما كانت عليه".
حالة تأهب.. ماذا بعد؟
وبدأت ملامح حالة التأهب القصوى تظهر في إسرائيل بعد وقت قصير من الهجوم على مقر حزب الله في الضاحية ببيروت.
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية "بدأت البلديات في إصدار مبادئ توجيهية جديدة بشأن فتح الملاجئ، بما في ذلك بلدية تل أبيب".
ونقلت عن البلدية "في أعقاب أحداث الليلة في لبنان تراقب البلدية التطورات الأمنية، وتعمل عن كثب مع قيادة الجبهة الداخلية، غرفة عمليات البلدية تعمل، والملاجئ العامة في جميع أنحاء المدينة مفتوحة".
وأضافت الصحيفة "كما أرسلت بلدية حيفا، التي وصلت إلى مرمى الصواريخ في الأسبوع الماضي، تحديثا للمبادئ التوجيهية وأوضحت أن جميع الملاجئ العامة مفتوحة".
كما أشارت إلى أن بلديات ومجالس محلية قريبة من الحدود اللبنانية وشمالي إسرائيل والجولان تعليمات إلى السكان بتجنب التجمعات ومنع الفعاليات الاجتماعية، مع التذكير بوجوب البقاء على مقربة من الغرف المحصنة.
ماذا سيحدث؟
وفي هذا الصدد قال المحلل العسكري أمير بوخبوط في تحليل بصحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية "يتعين على الجيش الإسرائيلي الآن أن يستعد لسيناريوهات مختلفة وتداعياتها، سواء من حيث الدفاع عن إسرائيل أو مواصلة عملياته الهجومية".
وأضاف "يتضمن السيناريو الأكثر تطرفا قيام إيران بإطلاق العنان لحزب الله والحوثيين، مما يسمح لهم بشن هجوم صاروخي وطائرات دون طيار على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وفي سيناريو أكثر شدة قد تنضم إيران نفسها إلى الصراع مباشرة بضربات من أراضيها، على الرغم من أن هذا الاحتمال يعتبر منخفضا".
وتابع "يتضمن السيناريو الثاني الأكثر ترجيحا انتقاما مستهدفا (..)، مما قد يؤدي إلى هجمات من جبهات متعددة، فضلا عن حوادث عفوية في الضفة الغربية".
ورأى أن "السؤال المركزي هو ما إذا كانت قيادة حزب الله، بغض النظر عن نتيجة الضربة، ستتمسك بموقفها المتشدد ضد إسرائيل، وتستمر في ربط مصير المنظمة بالصراع الدائر في غزة، أو ما إذا كانت ستعيد النظر في استراتيجيتها".
وذكر بوخبوط أن "الجيش الإسرائيلي رفع مستوى تأهبه إلى أعلى مستوى في الدفاعات البرية والبحرية والجوية، وهو مستعد للهجمات في حال تدهور الوضع".