يقال إن "للنجاح ألف أب".. هكذا تعامل المسؤولون الإسرائيليون مع قرار استهداف الأمين العام لحزب الله اللبناني.
فمع انتشار الأنباء عن استهداف نصر الله في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت، سارع مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لنشر صورة لنتنياهو وهو يتحدث على الهاتف.
وقال إنه يظهر في الصورة نتنياهو وهو يصادق -قبل إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك- على تنفيذ هجوم الضاحية.
الكارثة الأكبر في بيروت منذ انفجار المرفأ.. ما جرى برواية إسرائيلية
ويبدو أن نتنياهو -الذي سبق أن انتقد لقراره المغادرة إلى نيويورك رغم التصعيد على الجبهة اللبنانية- أراد أن يقول إنه هو من صادق على الهجوم، ومن ثم الفضل يعود له رغم غيابه عن دائرة الحدث الرئيسي.
وفي ذات الوقت، نشر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت صورة له في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب وهو يتابع مباشرة الهجوم.
وكتب غالانت "الآن.. في قيادة القوات الجوية مع رئيس الأركان والقيادة العليا في الجيش الإسرائيلي".
وأضاف "استمروا في ضرب حزب الله في كل مكان وفي أي وقت حتى يعود سكان الشمال إلى منازلهم سالمين".
ويظهر في الصورة التي التقطت في "خفرة الكيريا" المحصنة في تل أبيب، غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي، ونائب رئيس الأركان أمير برعام، وقائد سلاح الجو تومر بار وغيرهم من كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي.
وليست هذه هي المرة الأولى، التي يحاول فيها نتنياهو نسب الفضل لنفسه في هجوم، فغي أثناء طريقه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أمس، أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال محمد حسين سرور قائد الوحدة الجوية التابعة لمنظمة حزب الله، في هجوم على الضاحية.
وأيضا حاول نتنياهو انتزاع الفضل في عملية الاغتيال بقوله للصحفيين بعد وصوله نيويورك "في أثناء الرحلة أعطيت الإذن بتصفية رئيس وحدة الطائرات دون طيار، وهو ما تم".
ويذكر أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان طلب من المحكمة في شهر مايو/أيار الماضي إصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو وغالانت بتهمة ارتكاب جرائم في غزة.
وحال سقوط مدنيين لبنانيين في الهجوم فإن هكذا صور قد تستخدم كدليل إدانة في حال قررت المحكمة أن ما جرى هو جريمة حرب.
ومعلوم أن الجيش الإسرائيلي لم ينذر المدنيين في الضاحية بإخلاء منازلهم قبل تنفيذ الهجوم.