عربي ودولي

الدول العربية أمام فرصة تنمية وقود الطيران النظيف
الدول العربية أمام فرصة تنمية وقود الطيران النظيف
يوفر وقود الطيران المستدام الذي بات أحد الاتجاهات المستقبلية لخفض الكربون فرصة مهمة للمنطقة العربية من أجل تنمية هذا المجال الناشئ، الذي لا يزال يشق طريقه ببطء رغم الجهود الدولية للاستثمار فيه بكثافة.

وتواجه أغلب الدول العربية تحديا مهما لتعزيز قدراتها في هذا المجال، باستثناء عدد محدود منها، وفي مقدمتها الإمارات والسعودية، الجارتان الخليجيتان اللتان تتنافسان بقوة على كافة الأصعدة الاقتصادية.

واعتبر الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) جمال اللوغاني أن “لدى الدول العربية فرصا ثمينة لأن تكون من الدول الرائدة في إنتاج وتصدير وقود الطيران المستدام ومنخفض الكربون”.

ويُقصد بوقود الطيران المستدام (أس.أي.أف) نوع الوقود المنتج من مصادر مستدامة مثل الذرة وزيت الطهي، ويمكنه خفض انبعاثات الكربون بنسبة 80 في المئة مقارنة بالوقود التقليدي.

وقال اللوغاني بمناسبة إصدار أوابك، ومقرها الكويت، دراسة جديدة بعنوان “وقود الطيران المستدام ومنخفض الكربون”، إن “بلدان المنطقة تمتلك بنية تحتية وموارد تمويل لمشاريع الطاقة المتجددة وخامات نفطية متنوعة صالحة لإنتاج الوقود المستدام”.

وتطرقت الدراسة إلى المبادرات الدولية والعربية لإنتاج واستهلاك وقود الطيران المستدام في إطار الجهود الهادفة إلى خفض انبعاثات الكربون الناتجة عن قطاع الطيران والمسببة لتغير المناخ.

وأشار اللوغاني إلى أن تلك المبادرات بلغت نحو 780 مليون طن في العام 2023 أو ما يمثل 2.5 في المئة من إجمالي انبعاثات العالم. وتوقع أن ترتفع إلى نحو ثلاثة أضعاف بحلول العام 2050 لتصل إلى 2.6 غيغا طن في السنة، نتيجة تنامي الطلب على النقل الجوي. وتشير التقديرات إلى أن قطاع الطيران ينتج اثنين في المئة من الانبعاثات العالمية، لكنه يعتبر من أصعب القطاعات لإزالة الكربون.

وتؤكد هذه الصناعة إن استخدام الوقود النظيف يحتاج إلى الارتفاع إلى 65 في المئة في غضون 25 سنة من الآن كجزء من خطة للوصول إلى صافي الانبعاثات، رغم أن ذلك سيتطلب من نحو 1.45 تريليون دولار إلى 3.2 تريليون دولار من الإنفاق الرأسمالي.

لكن منتجي الوقود المستدام في المنطقة العربية لا يزالون في مرحلة مبكرة من التطور، كما أن معظم مصانع الإنتاج العالمية المقترحة يتركز في أميركا الشمالية أو أوروبا، وفق شركة شل أفييشن التي تغطي منطقة آسيا الباسيفيك والشرق الأوسط.

وأوضح اللوغاني أن العائق الرئيسي أمام إنتاج هذا الوقود هو الكلفة، حيث يتراوح السعر من ضعفين إلى ثمانية أضعاف سعر وقود الطيران التقليدي.

وقال إن “تحفيز إنتاج وقود الطيران المستدام يتطلب دوافع سياسية كبيرة لسد الفجوة السعرية بين الوقود التقليدي والوقود النظيف”.

ومع ذلك، تبدو دولة الإمارات سباقة في هذا المضمار؛ فقد وضعت خارطة طريق لتعزيز استعمال الوقود النظيف، وتستهدف إنتاج 700 مليون لتر سنويا بحلول 2030، وخصصت 200 مليون دولار للمشاريع البحثية المرتبطة بالإنتاج.

ومن أجل تعظيم طاقة إنتاج هذا الوقود منخفض الكربون تحتاج الدول العربية إلى تنفيذ بعض الإجراءات، من أهمها تعزيز التعاون بين صناعة الطاقة وقطاع الطيران وإصدار التشريعات والسياسات الداعمة، وفق اللوغاني.

وعلاوة على ذلك، فإن الحكومات عليها تحسين الأداء التشغيلي لمصافي تكرير النفط لتمكينها من تطبيق تقنية المعالجة المشتركة التي تعتمد على تكرير مواد خام متجددة إلى جانب النفط الخام.

وشدد اللوغاني على أهمية تخفيض البصمة الكربونية لمنتجات المصافي بهدف إنتاج وقود الطيران منخفض الكربون، مشيرا إلى أن المعالجة المشتركة تعتبر حلا فعالا من حيث الكلفة لتوسيع نطاق هذا المجال.

وتوصلت منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) في نوفمبر الماضي إلى اتفاق بشأن إطار عالمي لوقود الطيران منخفض الكربون، وأنواع أخرى من الوقود النظيف.

وحدد الإطار العالمي لوقود الطيران المستدام الذي أعلن من دبي، قبل أيام قليلة من استضافة الإمارة لمؤتمر كوب 28، هدفا طموحا في خفض انبعاثات الكربون من قطاع الطيران العالمي بنسبة 5 في المئة بحلول 2030.

وفي يونيو الماضي توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) أن يشهد 2024 زيادة قدرها ثلاثة أضعاف مقارنة بالعام السابق، في إنتاج الوقود المستدام للطائرات، والذي تعوّل عليه شركات النقل للحد من الانبعاثات الكربونية.

وقال الاتحاد في بيان على هامش انعقاد جمعيته العمومية التي احتضنتها دبي آنذاك، إن “التوقعات نحو إنتاج 1.9 مليار لتر تسير على الطريق الصحيح”، إلا أن هذه الكمية “ستشكل 0.53 في المئة من حاجات وقود الطيران” في العالم خلال 2024.

08 سبتمبر 2024

هاشتاغ

التعليقات

الأكثر زيارة