كما أن الخبازين قد يعانون من تأثير الطقس السيئ على الإمدادات التي تصلهم من الدقيق المصنوع من القمح، فإن النحل في فرنسا يعاني المشكلة ذاتها، ولكن بدلاً من الدقيق تعاني النحلة من الوصول للرحيق المطلوب لإنتاج العسل.
ويواجه مربو النحل في جميع أنحاء فرنسا عاما رهيبا لإنتاج العسل، حيث كان الطقس سيئا للغاية، باردا وممطرا وغير موسمي، لدرجة أن النحل لم يتمكن من القيام بعمله في جمع الرحيق من الزهور، الذي يحتاجه لصنع العسل.
أين يذهب النحل في الشتاء؟
وعندما تمطر لا يستطيع النحل الطيران لجمع الرحيق، لذلك ينتهي به الأمر إلى أكل العسل الذي صنعه بالفعل لمجرد البقاء على قيد الحياة، وهذا الوضع يشبه اضطرار الخباز إلى تناول خبزه بنفسه لأنه لا يستطيع صنع المزيد.
وكشف ميكائيل إيزامبرت، مربي نحل في وسط فرنسا، عن حجم المشكلة في تقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، موضحا أن عادة ما يتوقع أن ينتج نحله نحو 15 كيلوغراما (33 رطلا) من العسل من كل خلية، وهذا العام تمكنوا فقط من إنتاج ما بين خمسة وسبعة كيلوغرامات، أي أقل من نصف ما يصنعونه عادة.
وشهدت بعض مناطق فرنسا انخفاضا في إنتاج العسل بنسبة تصل إلى 80٪، مما يعني أن النحالين يحصلون فقط على جزء صغير من محصول العسل المعتاد.
مربو نحل العسل يواجهون عاما كارثيا بسبب تغير المناخ
لماذا يحدث هذا؟
بدأت المشكلة في الربيع عندما كان الطقس أكثر برودة وأمطارا من المعتاد، حيث تحتاج الأزهار إلى درجة حرارة لا تقل عن 18 درجة مئوية (64 درجة فهرنهايت) لإنتاج الرحيق، ولأن درجات الحرارة ظلت منخفضة وهطول الأمطار بغزارة، لم تنتج الأزهار ما يكفي من الرحيق، ولم تتمكن النحل من جمع ما يكفي لصنع العسل.
ونتيجة لذلك، ماتت بعض النحلات من الجوع لأن مستعمراتها نمت، لكنها لم تتمكن من العثور على ما يكفي من الطعام.
ونتيجة لهذا الوضع يوصف هذا الموسم بأنه "عام أسود" لمربي النحل في فرنسا لأنه كان صعبًا للغاية، حيث قال أحد مربي النحل، كريستيان بونس، إنه قبل عشر سنوات، كان ينتج ما يصل إلى طنين من العسل في كل موقع، لكنه الآن انخفض إلى 100 كيلوغرام فقط، وهذا انخفاض كبير.
والمشكلة الأكبر، التي يواجهها مربو النحل الفرنسيون، ليس فقط القلق بشأن إنتاج العسل، بل إنهم يواجهون أيضا منافسة من منتجي العسل الأجانب الذين يمكنهم بيع عسلهم بسعر أرخص.
وفي وقت سابق من هذا العام، احتجوا واستجابت الحكومة بتقديم 5 ملايين يورو كمساعدات لمساعدتهم، ولكن حتى مع هذه المساعدة، لا يزال الوضع مزريا.
ويستهلك المستهلكون الفرنسيون نحو 45 ألف طن من العسل سنويا، ولكن لا يتم إنتاج سوى 20 ألف طن محليا في فرنسا، ومن المرجح أن يؤدي ضعف محصول العسل هذا العام إلى اتساع الفجوة بشكل أكبر.