تسير المملكة المتحدة على الطريق الصحيح لتوليد مستويات قياسية من الطاقة الشمسية خلال صيف 2024، وفقًا لتوقعات الخبراء.
وتدفع الحكومة البريطانية قدماً بخططها لزيادة قدرة الطاقة الشمسية في البلاد إلى ثلاثة أضعاف بحلول نهاية العقد.
زيادة إنتاج الطاقة الشمسية بنحو 25%
وقد كشف تقرير لصحيفة "الغارديان"، أنه من المرجح أن يرتفع إنتاج الطاقة الشمسية بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب من عام 2024 الجاري بنحو الربع مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وتُظهر التوقعات، التي جمعتها شركة بيانات سوق الطاقة ICIS لصحيفة "الغارديان"، ارتفاع إنتاج الطاقة الشمسية بنسبة 16% فوق الرقم القياسي الصيفي السابق لعام 2022.
ومن المرجح أن يصل توليد الطاقة الشمسية في الصيف إلى 5.86 تيراواط/ساعة بحلول نهاية أغسطس/آب، وفقاً للأرقام، بعد أن ارتفع الإنتاج الشهري فوق 2 تيراواط/ساعة لأول مرة في يونيو/حزيران.
وعلى الرغم من الطقس السيئ نسبياً هذا الصيف، إلا أنه لا يزال من الممكن توليد قدر كبير من الطاقة الشمسية خلال الأشهر التي بها ساعات نهار أكثر. لا تحتاج الخلايا الكهروضوئية الموجودة في الألواح الشمسية إلى ضوء الشمس المباشر لتعمل، فهي تعمل حتى في الأيام الملبدة بالغيوم وتكون في الواقع أقل كفاءة عندما ترتفع درجة حرارتها.
ثلاث مزارع رئيسية جديدة للطاقة الشمسية
بحسب "الغارديان"، من المتوقع زيادة توليد الطاقة الشمسية في بريطانيا بشكل أكبر في السنوات المقبلة بعد أن وافقت حكومة حزب العمال على ثلاث مزارع رئيسية للطاقة الشمسية في شرق المملكة المتحدة في غضون أسابيع من وصولها إلى السلطة. وكان وزراء حزب المحافظين قد منعوا المشاريع بسبب المعارضة المحلية.
وبمجرد بناء المواقع الثلاثة في جيت بيرتون في لينكولنشاير، ومالارد باس على الحدود بين لينكولنشاير وروتلاند، وفي سونيكا على حدود سوفولك -كمبريدجشاير، ستوفر ما يعادل ثلثي طاقة الأنظمة الشمسية المثبتة على أسطح المنازل وعلى الأرض في العام الماضي بأكمله.
ومن المتوقع أن تتخذ الحكومة قراراً آخر في غضون أسابيع بشأن ما إذا كانت ستتحدى المعارضة المحلية من خلال إعطاء الضوء الأخضر لأكبر مزرعة للطاقة الشمسية في بريطانيا في موقع كوتام على حدود نوتنغهامشاير ولينكولنشاير، والتي ستغطي مساحة تبلغ ثمانية أضعاف مساحة هايد بارك في وسط لندن.
ثورة أسطح المنازل "المتجددة"
كجزء من "ثورة الأسطح" التي قامت بها الحكومة، وعد كير ستارمر بتزويد ملايين المنازل الأخرى بألواح شمسية من أجل خفض فواتير الطاقة المحلية والمساعدة في الوفاء بتعهده الانتخابي بجعل المملكة المتحدة قوة عظمى في مجال الطاقة النظيفة.
وقد وعدت الحكومة البريطانية بمضاعفة قدرة الطاقة الشمسية في المملكة المتحدة ثلاث مرات بحلول عام 2030، مع مضاعفة طاقة الرياح البرية مرتين ومضاعفة طاقة الرياح البحرية أربع مرات. ومع ذلك، من المتوقع أن تعارض المجتمعات المحلية هذه التطورات الكبرى في المناطق الريفية التي قد تُقام فيها محطات فرعية كبيرة وأبراج وخطوط كهرباء علوية، بحسب الصحيفة.
وقال كريس هيويت الرئيس التنفيذي لجمعية صناعة الطاقة الشمسية البريطانية، إن الرقم القياسي الصيفي "يوضح كيف تنمو قدرة توليد الطاقة الشمسية في المملكة المتحدة بوتيرة ملحوظة، سواء على أسطح المنازل أو على الأرض".
وأضاف، "ومع وعد إد ميليباند وزير أمن الطاقة والحياد المناخي في المملكة المتحدة بـ"ثورة الطاقة الشمسية"، وموافقته على إنشاء ثلاث مزارع للطاقة الشمسية على نطاق واسع هذا الصيف، والتوقعات بأن المنازل والمباني الجديدة سيُطلب منها فعلياً أن تحتوي على ألواح شمسية، فإن النمو سوف يتسارع، مما يؤدي إلى انخفاض الفواتير والانبعاثات".
وأفاد متحدث باسم وزارة أمن الطاقة والحياد المناخي، بأن: "الطاقة الشمسية هي جوهر مهمتنا في جعل بريطانيا قوة عظمى في مجال الطاقة النظيفة وأكثر استقلالية في مجال الطاقة".
وتابع، " في أسبوع واحد، وافق وزير الطاقة على زيادة الطاقة الشمسية عما تم تركيبه في العام الماضي، وعلى نطاق أوسع، نحن نسير أبعد وأسرع مع ثورة الطاقة الشمسية على الأسطح لضمان أن المنازل الجديدة مناسبة لمستقبل بلا انبعاثات".