تقارير

تمييز وعنصرية.. عبث الحوثي يدمر مستقبل أطفال اليمن
تمييز وعنصرية.. عبث الحوثي يدمر مستقبل أطفال اليمن
في حالة انكسار، ظهرت طفلة يمنية بنفسية محطمة تشكو تعرضها للتمييز في إحدى مدارس صنعاء في ظل عنصرية يغذيها الحوثيون داخل المجتمع اليمني.

وعكست حالة الطفلة حال اليمن برمته والشمال الخاضع للحوثيين بشكل خاص، إذ وصلت العنصرية للتمييز بين الأطفال داخل المدارس من خلال تخصيص مقاعد "الكراسي" لأبناء القيادات الحوثية "المشرفين" فيما يفترش الأرض بقية الطلاب الصغار من عموم أبناء البلد.

ويدمر هذا الإجراء الذي تتبعه العديد من المدارس في صنعاء مستقبل أطفال اليمن، إذ يغذي شعور الدونية لدى الطلاب الصغار، كما تتحول إلى عقد نفسية مع مرور الوقت مما يؤثر على مستقبلهم وتعاملهم مع الناس.

ووفقا لدراسة لمنظمة اليونسيف عام 2022، فإن السياسات المدرسية، كما حال مدارس صنعاء، بالإضافة لتوقعات المعلمين والمواقف والسلوكيات بين الطلاب تلعب دورا رئيسيا في ترسيخ التمييز العنصري في التعليم بالنسبة للأطفال مما يعد مصدرا للصدمات النفسية.

كيان مثل ملايين الأطفال
ومثل ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين، تعرضت الطفلة كيان (8 أعوام) للإهانة، لكنها كانت القصة الوحيدة التي تحولت إلى قضية رأي عام وكشفت خفايا التعنيف والعنصرية المتفشية بمدارس صنعاء.

ففي مقطع مصور، تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، بدت كيان باكية مغصوصة بالألم، وتتحدث والدمع ينزل من عينها عن تعرضها للإهانة في إحدى المدارس الأهلية بصنعاء، من قبل معلمتها والتي قامت بإنزالها من الكرسي وإجبارها على الجلوس في الأرض، لتحل مكانها ابنة أحد "المشرفين" من قيادات الحوثي.

الفيديو الذي تحققت منه "العين الإخبارية"، تبين نشره من قبل والدة الطفلة نفسها على حسابها في "فيسبوك" وهي ناشطة إعلامية تدعى "سحر الخولاني"، وأثار تفاعلا واسعا في أوساط اليمنيين على مدى 4 أسابيع متواصلة.

وظهرت الطالبة الصغيرة "كيان" وهي ترتدي الزي المدرسي، والدموع لا تكاد تتوقف من عينيها وهي تصف ما تعرضت له من تمييز عنصري، شكل لها صدمة وكشف قبح المليشيات التي نصبت قياداتها ومشرفيها التربويين على كل مدرسة ومؤسسة تعليمية.

وقالت الطفلة التي لا يتجاوز عمرها 8 سنوات، إن معلمتها والتي تدعى "فاطمة الصعدي" قامت بتعنيفها وإزاحتها من مقعدها الدراسي لتحل فيه ابنة قيادي حوثي ينحدر من أسرة "المداني"، وهي من أبرز العائلة السلالية التي تتقاسم الحكم والمهام في المنظومات الحوثية.

«الفئة المقدسة»
لم يشفع للطفلة كيان صغر عمرها ولا براءة عيونها، فهي تجسد حال اليمنيين في مواجهة عنصرية مليشيات الحوثي التي تمارس العنف والقتل والتمييز والتجهيل بحق مختلف فئات الشعب اليمني صغارا وكبارا.

فالملامح التي تشكلت على وجهها تفوق عمرها، فهي تصف كمية الحزن والخذلان والتعنيف التي تعرضت لها من المدرسة والتي يفترض أن تكون المكان الآمن للطفل، لكنها في زمن المليشيات أصبحت وكرا للعقد النفسية أو معسكرات لزرع الطائفية وثقافة الانتقام والتجنيد، كما يقول ناشطون يمنيون.

وكانت والدة الطفلة تحدثت بسلسلة من الفيديوهات، عن استيائها من أفعال مليشيات الحوثي وعنصرية قيادتها القائمة على الطبقية والعرقية، موضحة أن هناك تعاملا خاصا مع من يدعون أنهم من "فئة مقدسة" غير المواطنين اليمنيين.

وقالت في أحد الفيديوهات إنه "يتم معاملة الفئة المقدسة غير المواطنين اليمنيين وكأننا أصبحنا عبيدا عندهم"، وتساءلت: "من الذي سوف ينصفها مما حدث؟".

وأضافت أنها عندما ذهبت تشكو تعسفات المدرسة ضد طفلتها، تعرضت للاعتداء والقمع من قبل عناصر المليشيات وإدارتها، في محاولة لإسكاتها وعدم نشر سياسات المليشيات بحق الأطفال في مدارس صنعاء.

الطفلة كيان وعائلاتها في صنعاء

كما تصدت الخولاني لمحاولات إعلام مليشيات الحوثي التعتيم على ظاهرة التمييز والعنصرية أوساط الأطفال وتخصيص إحدى فضائيات الجماعات لحلقات دافعت فيها عن المدرسة والقيادات الحوثية المشرفة عنها، وزعمت أن ما حدث للطفلة كان "تصرفاً فرديا".

وأكدت أن القيادي الحوثي في مديرية شعوب بصنعاء خالد الجمرة، قام باتهامها بالعمل لدى جهات وصفها بالـ"خارجية" من خلال ما تقوم بنشره في صفحتها الشخصية لفضح عنصرية الجماعة، وتحريض مكتب التربية ضدها وضد زوجها وابنتها.

وكانت سحر الخولاني قامت بنقل طفلتها لمدرسة أخرى بعد تعرضها للعنصرية القائم على العرق وهو تمييز يمنع الأطفال من الوصول إلى حقوقهم ويعرضهم لخطر الحرمان مدى الحياة، وفقا لمنظمات حقوقية.

ومنذ انقلابها أواخر 2014، حرمت حرب الحوثي أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم، منهم مليون و600 ألف طفل فخخت مدارسهم بالمتفجرات، فيما دفع العبث الطائفي للجماعة طفلاً من كل 4 في مرحلة التعليم الأساسي، وأكثر من نصف الأطفال في مرحلة الثانوية إلى خارج مدارس التعليم، وفقا للحكومة اليمنية.

18 أغسطس 2024

هاشتاغ

التعليقات

الأكثر زيارة