مع ارتفاع التوترات على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، ووسط تهديدات من الدولة العبرية بشن هجوم على حزب الله، ردًا على تحميلها إياه مسؤولية صاروخ مجدل شمس، دخلت واشنطن على الخط.
فرغم أن البيت الأبيض يعلم أن إسرائيل ستنفذ «ردا كبيرا» ضد حزب الله، لكنه يحاول احتواء الموقف قدر الإمكان، بحسب مسؤولين أمريكيين أكدوا لموقع «أكسيوس».
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في إفادة للصحفيين يوم الإثنين، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعتقد أن سيناريو الحرب الشاملة بين إسرائيل وحزب الله «مبالغ فيه».
وبحسب «أكسيوس»، فإن تعليق كيربي يشير إلى أن الإدارة تحاول تخفيف الخطاب العام حول الوضع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، بينما تعمل بهدوء خلف الكواليس لمنع تصعيد كبير.
وفوضت الحكومة الأمنية الإسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، بتحديد توقيت ونطاق الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الذي أدى إلى مقتل 12 طفلاً ومراهقًا في شمال إسرائيل.
وألقت إسرائيل والولايات المتحدة اللوم في الهجوم الذي وقع يوم السبت على حزب الله، إلا أن الأخير نفى تورطه في الهجوم.
ورغم ذلك، إلا أن كيربي قال إن الولايات المتحدة مقتنعة بأن الحزب مسؤول عن الهجوم.
وأعلنت عدة شركات طيران، الإثنين، وقف رحلاتها من وإلى مطار بيروت الدولي، ودعت المزيد من الدول مواطنيها إلى مغادرة لبنان تحسبا لتصعيد محتمل.
وزار نتنياهو، اليوم الإثنين، موقع الهجوم في قرية مجدل شمس في الجولان، قائلا إن إسرائيل «لن تتجاهل هذا الأمر، ولا يمكنها أن تفعل ذلك. ردنا سيأتي وسيكون قاسياً».
خلف الكواليس
وبحسب كيربي، فإن المسؤولين الأمريكيين يتحدثون مع نظرائهم الإسرائيليين واللبنانيين في محاولة لمنع المزيد من التصعيد.
وتحدث وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الإثنين، مع غالانت الذي أبلغه أن إسرائيل «عازمة على إعادة الأمن إلى حدود إسرائيل الشمالية وفرض ثمن باهظ على حزب الله»، بحسب بيان صادر عن مكتب غالانت.
وقال مسؤول أمريكي، إن إدارة بايدن تحاول منع الرد الإسرائيلي والرد المضاد من جانب حزب الله، خوفًا من أن يؤدي إلى تدهور الوضع أكثر.
وأكد كيربي أن «إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله»، لكنه أضاف أنه من خلال المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة مع كل من إسرائيل ولبنان فإن «هذا لا يعني أن الرد الإسرائيلي سيؤدي بالضرورة إلى حرب شاملة».
وقال: «ما زلنا نعتقد أن لدينا الوقت والمساحة للدبلوماسية من أجل تجنب حرب شاملة. وسنعمل جاهدين حتى لا يحدث ذلك ونعتقد أنه ممكن».
وبحسب كيربي فإن إدارة بايدن ليس لديها أي مؤشر على أن التصعيد بين إسرائيل وحزب الله سيؤثر سلبًا على المفاوضات الجارية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وأسر الرهائن في غزة.
وانتهى اجتماع في روما يوم الأحد بين مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيا، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، دون تحقيق أي تقدم.
وقالت حماس في بيان لها إنها اطلعت من المصريين والقطريين على ما جرى في لقاء روما، وخلصت إلى أن نتنياهو «عاد إلى استراتيجية المماطلة والتسويف والتهرب من الوصول إلى الاتفاق من خلال وضع شروط ومطالب جديدة».
فيما رفض نتنياهو ادعاءات حماس، قائلا إن إسرائيل «لم تغير ولم تضف أي شرط» إلى الاتفاق، وإن «قيادة حماس هي من تمنع التوصل إلى اتفاق».
مطالب جديدة
ورغم ذلك، يعترف المسؤولون الإسرائيليون بأن مطالب نتنياهو بإنشاء آلية مراقبة دولية تمنع نقل الأسلحة من جنوب غزة إلى شمالها هي مطلب جديد.
لكن كيربي أكد يوم الإثنين أن البيت الأبيض لا يزال يعتقد أن الفجوات بين الطرفين يمكن تضييقها والتوصل إلى اتفاق.