بعد وقت قصير من اندلاع الحرب، أطلقت الحكومة الأوكرانية نداء إلى كل خبراء التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم لاستخدام مهاراتهم. بهدف تطويع قدراتهم في شن حرب معلوماتية ضد روسيا.
وفي ذلك الوقت كتب ميخايلو فيدوروف الذي كان يشغل حينها منصب نائب رئيس الوزراء الأوكراني على منصة «إكس» (تويتر سابقا): «نحن ننشئ جيشًا لتكنولوجيا المعلومات.. نحتاج مواهب رقمية».
وسرعان ما استجاب المتطوعون المتحمسون. وفي غضون شهر واحد أصبح هناك نحو 300 ألف مشترك في قناة المجموعة على تطبيق "تلغرام"، وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
جيش تكنولوجيا المعلومات
وقال الموقع، إن زيادة عدد الأعضاء، ارتبطت بزيادة نشاط ما يمكن اعتبارهم جيش تكنولوجيا المعلومات، وبحلول أواخر مايو/أيار الماضي شنت المجموعة بالفعل نحو 2000 هجوم إلكتروني على المنظمات الروسية، وفقًا لتقديرات وزارة التحول الرقمي الأوكرانية.
وفي تصريحات لـ"بيزنس إنسايدر"، قال متحدث باسم المجموعة يلقب نفسه باسم تيد، إنهم "يتابعون الآن عشرات الآلاف من الأجهزة وربما آلاف الأشخاص خلفها".
وأضاف، أنه في الوقت الذي تعاني فيه قناة جيش المعلومات على «تلغرام» انخفاضا مستمرا في عدد المشتركين، يتزايد عدد الأجهزة النشطة المشاركة، مشيرًا إلى أنه بينما الموقع الدقيق للمشاركين غير معروف، فإن جيش المعلومات دولي النطاق.
ويوفر الموقع الخاص بجيش تكنولوجيا المعلومات موارد مفصلة تشرح باللغتين الأوكرانية والإنجليزية، كيف يمكن للمتطوعين المساعدة، في تنفيذ الهجمات الإلكترونية.
ويقول الخبراء إن المنظمات الروسية معرضة لهجمات مثل تلك الموزعة لحجب الخدمة التي تستهدف مواقع الويب والخوادم وتعمل على تعطيل خدمات الشبكة.
حماية الشركات
وقال آلان وودوارد، أستاذ في مركز ساري للأمن السيبراني إنه يوجد في الغرب عدد من الخدمات التي تساعد في حماية الشركات من هجمات الحرمان من الخدمة.
وأضاف: "أما في روسيا، فلديهم الخبرة لكن ليس بالضرورة مقدمي الخدمات الذين يستطيعون الكشف عن الهجمات وصدها".
وفي يونيو/حزيران الماضي، شن جيش تكنولوجيا المعلومات هجوما سيبرانيا كبيرا ضد عدد من البنوك الروسية وهو ما "ترك انطباعا بأن المجموعة قادرة على شن هجمات كبيرة" وفقا لوودوارد.
كما نجح جيش تكنولوجيا المعلومات ومجموعات القرصنة الأخرى في يونيو/حزيران 2023، في استهداف التلفزيون الحكومي الروسي وقنوات أخرى.
وقالت وكالة الرقابة الفيدرالية الروسية "روسكومنادزور"، إنها صدت هجمات سيبرانية في الربع الأول من عام 2024 أكثر بثلاث مرات، مما صدت في عام 2023 بأكمله، بحسب موقع "كومرسانت" الإخباري الروسي.
وأوضح ستيفان سويسانتو، الباحث الكبير في مركز دراسات الأمن في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ، أن جهاز الأمن الأوكراني ووزارة الدفاع الأوكرانية يديران جيش تكنولوجيا المعلومات الذي يتلقى الدعم من وزارة التحول الرقمي في أوكرانيا.
وقال إن المتطوعين لا يعرفون المواقع التي يستهدفونها، مشيرا إلى أن القرار يُتخذ مركزيا من قبل حفنة من الأشخاص.
لكن تيد قال إن "وزارة الدفاع لا تدير جيش تكنولوجيا المعلومات (..) هناك تعاون لضمان تنفيذ الجهود بالتزامن".
عواقب غير مرغوبة
وقال وودوارد إن الحكومة الأوكرانية ربما تريد إبقاء المجموعة "بعيدة عن متناولها" حتى يكون بإمكانها إنكار المسؤولية إذا أسفر الهجوم عن عواقب غير مرغوبة.
وقال فاسيليوس كاراجيانوبولوس، الأستاذ المشارك في الجرائم الإلكترونية والأمن السيبراني في جامعة بورتسموث إن أحد المخاطر الرئيسية هو أنه في بعض الأحيان "قد لا يتبع المتطوعون التعليمات" و"ينظمون هجماتهم الخاصة".
وأضاف، أنه من غير الواضح أيضًا "ما إذا كان من الممكن استهداف هؤلاء الأفراد من قبل الجيش الروسي".
وأكد كاراجيانوبولوس أن جيش تكنولوجيا المعلومات هو "الأول في العالم" مشيرا إلى أنه رغم الدعوات الحكومية للناس للانضمام إلا أن هؤلاء المتطوعين ليسوا جزءًا رسميًا من الجيش الأوكراني، الأمر الذي يشكل سابقة للصراعات المستقبلية مع انتشار الحروب الإلكترونية.