خلال مئات التجمعات الانتخابية، بلور المرشح الجمهوري للانتخابات الأمريكية دونالد ترامب أسلوبًا يناسب أنصاره، معتمدا على الفكاهة.
وحاول قادة جمهوريون استنساخ أسلوب ترامب وبيع بضاعته في اللقاءات الجماهيرية، لكن على ما يبدو اصطدموا بصخرة الفشل.
والإثنين الماضي مثلا، وفي خضم خطاب بمسقط رأسه ميدلتاون بولاية أوهايو، ألقى جي دي فانس الجمهوري المرشح لمنصب نائب الرئيس نكتة بصوت عال لكن الحشد لم يكن متحمسا.
وقال فانس "يقول الديمقراطيون إنه من العنصرية القيام بأي شيء.. لقد تناولت مشروب دايت ماونتن ديو بالأمس واليوم، وأنا متأكد من أنهم سيصفونه بالعنصري أيضًا" وفي حين ارتبك الأشحاص خلفه، بدا سيناتور أوهايو وكأنه معزول، فضحك على نكتته وقال، "أنا أحبكم يا رفاق".
وفجر هذا الموقف سخرية واسعة على شبكة الإنترنت بسبب الحرج الذي تعرض له في أيامه الأولى كمرشح لمنصب نائب الرئيس وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وقالت المجلة إن ما يلفت الانتباه حاليا إن فانس حاول بشكل أخرق المزاح حول النقاط الساخنة المحلية في ميدلتاون ما جعلها تبدو وكأنها تقليد رخيص لتجمعات ترامب الانتخابية.
ويقدم فانس نفسه باعتباره الطليعة الفكرية للحزب الجمهوري ويعتبر أنصاره أنه يحمل وعودا بأمور أكثر تطرفا من ترامب حيث يتأثر بالمفكرين من أقصى اليمين لكنه وقع في فخ شائع للسياسيين اليمينيين المتطرفين في عهد ترامب الذين يحاولون تقليد الرئيس السابق.
وخلال مئات التجمعات، بلور ترامب أسلوبًا يناسب أنصاره تمامًا من خلال غمزة وإيماءة لبعض أفكاره الأكثر غرابة، معتمدا على الفكاهة والكاريزما لتخفيف خطابه.
ونجح ترامب في ترجمة خلفيته الترفيهية من خلال مشاركته في برامج الواقع والمصارعة إلى أسلوب خاص في السياسة الذي يعتمد على إثارة الضحكات التي تميز تجمعاته الانتخابية لكن مقلدوه ليسوا كذلك.
وعلى سبيل المثال، عندما بدأ حاكم فلوريدا رون ديسانتس الذي حظي بالإشادة لسنوات باعتباره خليفة ترامب، حملته للانتخابات التمهيدية، زيف ضحكات بصوت عال أثارت استغراب الناخبين.
وهناك بليك ماسترز الذي خسر انتخابات مجلس الشيوخ في أريزونا 2022، الذي أصدر أحد أغرب الإعلانات السياسية وأكثرها إزعاجًا على الإطلاق، حينما ظهر هو يسير بمفرده في الصحراء ويلوح بمسدس مزود بكاتم صوت، وكان الإعلان محرجا لترامب لدرجة أنه اختار دعم منافسه في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.
أما أكثر محاولات تقليد ترامب وضوحا وفشلا في الوقت نفسه فكانت محاولة نجله دونالد جونيور، الذي أخبر الجمهور في إحدى أكثر اللحظات إحراجا في مؤتمر العمل السياسي المحافظ في عام 2021 نكتة غير مضحكة حول ولاية تكساس.
لكن ما يميز مقلدي ترامب هو أنه بعيدا عن الفكاهة فإن كل ما يتبقى لهم هو سياسة التظلم التي تثير استياء بعض الناخبين.
وتعكس أرقام استطلاعات الرأي فشل فانس في التواصل مع الناس فعلى الرغم من فوزه بمقعده في عام 2022، إلا أنه يتخلف عن أرقام ترامب لعام 2020 في ولايته أوهايو.
وفقًا لمتوسطات شبكة "سي إن إن"، فإن متوسط صافي شعبية فانس بعد المؤتمر الجمهوري مباشرة هو (-6 ) نقاط مما يجعله أول مرشح لمنصب نائب الرئيس منذ عام 1980 يحصل على تصنيف سلبي.
ويتمتع ترامب بلمسة سحرية لإثارة الناخبين بطريقة لا يستطيع مقلدوه فعلها فحاول سياسيون جمهوريون بارزون وأعضاء في الحزب محاكاة أسلوبه الترفيهي لكنهم فشلوا.
وتبدو العديد من أفكار ترامب غير شعبية إلى حد كبير بين الناخبين وهو ما يترك حلفاءه الذين يتبنون توجهاته في خطر بعيدا عن كاريزمته التي تضعه على رأس الحزب.
وبالتالي فإن كل المرشحين الجمهوريين مثل فانس يحاولون البناء على إرث ترامب السياسي دون أن ينجحوا في البناء على إرثه الشخصي.