بعد شد وجذب استمر سنوات، سقط "المسجد الأزرق" أو المركز الإسلامي في هامبورغ، تحت مطرقة الأمن في ألمانيا، ووصل إلى محطة الحظر.
وصباح الأربعاء، أعلنت وزارة الداخلية الألمانية في بيان رسمي، حظر المركز الإسلامي في هامبورغ والمؤسسات التابعة له في الأراضي الألمانية.
وقالت وزيرة الداخلية نانسي فيسر، اليوم: ”لقد حظرنا المركز الإسلامي في هامبورغ الذي ينشر أيديولوجية إسلامية شمولية في ألمانيا. (...) بالإضافة إلى ذلك، فإن المركز ومنظماته الفرعية "يدعم إرهابيي حزب الله، وينشر معاداة السامية العدوانية".
وتابعت أن التحقيقات التي أجريت منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني "أثبتت الشكوك الخطيرة" إلى الحد الذي "دفعنا إلى إصدار قرار الحظر اليوم. وبذلك نكون قد وضعنا حدًا لأنشطة هؤلاء الإسلاميين"، مضيفة "هذه خطوة أخرى جديدة ضد التطرف الإسلامي".
ما هو المركز الإسلامي في هامبورغ؟
المركز الإسلامي في هامبورغ يضم مسجد الإمام علي المعروف بـ"المسجد الأزرق"، ومبني على الطراز الفارسي. كما أنه يعد واحدا من أقدم المؤسسات الإسلامية في ألمانيا، وأهم مركز للشيعة على أراضيها.
وتقول وسائل إعلام وتقارير أمنية ألمانية، إن "المركز الإسلامي في هامبورغ، يعمل كذراع طولى لطهران، ويُستغل على نطاق واسع في أنشطة تجسس ونشر تطرف، ويصل الأمر إلى تهديد واستهداف المعارضين الإيرانيين من داخل جدرانه".
والمركز الإسلامي هو أحد مكونات ما يعرف بمجلس شورى هامبورغ، وهو منظمة مظلية للتنظيمات الإسلامية في المدينة، وارتبط في السابق بعقد مع السلطات المحلية يمكنه من المشاركة في تطوير التعليم الديني فيها.
وفي وقت سابق، نقلت صحيفة "إيبوخ تايمز"، عن مكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، أن "السلطات الإيرانية تستغل المركز الإسلامي لتمرير معلومات استخباراتية من ألمانيا إلى طهران، لا تتعلق فقط بتقييمات اقتصادية وسياسية للوضع في ألمانيا، وإنما تشمل بيانات أخرى شديدة الحساسية".
الصحيفة تابعت: "المركز الإسلامي في هامبورغ هو نقطة التقاء عملاء النظام الإيراني في ألمانيا".
وقبل سنوات، قال عضو البرلمان الألماني البارز، كريستوف دي فريس، في تصريحات صحفية اليوم إن "العديد من قيادات المركز الإسلامي في هامبورغ، ينتمون للحرس الثوري، بل أقاموا مراسم تأبين لقاسم سليماني بعد مقتله في غارة أمريكية".
ومنذ عامين، يخضع المركز الإسلامي تحت ضغوط كبيرة، كان آخر حلقاتها طرده من مجلس الشورى الذي يضم جميع الجمعيات الإسلامية في ولاية هامبورغ الألمانية ويعد تكتلا يتعاون مع الولاية في مجالات عدة.
شبكة ضخمة
وخلال السنوات الماضية، استطاعت طهران تكوين شبكة واسعة ومترامية الأطراف في الأراضي الألمانية، تمتد أنشطتها لدول أوروبية أخرى، وتخضع إداريا وتنظيميا للمركز الإسلامي في مدينة هامبورغ.
وفي هذا الإطار، ذكر تقرير هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" الصادر صيف 2019، أن "المركز الإسلامي في هامبورغ أسس شبكة واسعة في عموم الأراضي الألمانية، تمارس نفوذا كبيرا على الجاليات الشيعية المنحدرة من جنسيات مختلفة، وتضم المساجد والمراكز الثقافية، إلى حد يصل للسيطرة الكاملة".
وفي 21 أغسطس/آب 2017، قالت الحكومة الألمانية في مذكرة رسمية للبرلمان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منها، إن "محتوى رسائل وخطب المركز الإسلامي في هامبورغ تعد نتاجا للاتصالات بين المركز وإيران".
وتابعت: "في محتوى خطب المركز، تحاول إيران تصدير ثورتها الإسلامية، وهذا هدف أساسي للدولة الإيرانية، لكنه لا يتوافق مع الدستور الألماني والنظام الديمقراطي".
وخلال العقد الماضي، وسعت إيران شبكتها في أوروبا انطلاقا من الأراضي الألمانية، حيث أسست في أكتوبر/تشرين الثاني 2015، مسجد كوبنهاغن في الدنمارك، الذي يخضع مباشرة للمركز الإسلامي في هامبورغ، وفق تصريحات صحفية سابقة للخبير الألماني في الشؤون الإيرانية، كريستيان اوستهولد.
ووفق أوستهولد، فإن الحكومة الألمانية تعي جيدا دور المركز الإسلامي في هامبورغ، وتعتبره أهم مركز تمثيل للحكومة الإيرانية في ألمانيا، وأحد أهم مراكز البروباغندا الإيرانية في أوروبا.