المجتمع

"النونو".. أكثر من فيلم كوميدي عن نصاب مصري في الحج
 أثار الإعلان عن مشروع سينمائي جديد للفنان المصري أحمد حلمي في السعودية، سيبدأ تصويره أواخر العام 2024 جدلا وغضبا على مواقع التواصل في مصر.

ونشر المستشار في الديوان الملكي السعودي، ورئيس الهيئة العامة للترفيه تركي آل الشيخ، فيديو بصحبة مجموعة من الممثلين المصريين والسعوديين. وقال آل الشيخ في الفيديو الذي جاء بمناسبة إطلاق بطولة العالم للألعاب الإلكترونية بجوائز تصل إلى 50 مليون دولار، إن الممثل المصري الشهير أحمد حلمي سيؤدي فيلما بعنوان “النونو” في نهاية العام 2024 أو بداية 2025.

وتابع في فيديو نشره آل الشيخ، عبر حسابه الرسمي على منصة إكس، “لدينا مفاجأة مهمة مع الأسطورة أحمد حلمي، في واحد من الأفلام التي سيبدأ تصويرها نهاية 2024 – بداية 2025”. وأضاف “فيلم نصاب كبير سيأتي إلى المملكة، ويقوم بعمليتي نصب كبيرتين، الأولى في موسم بطولة الـGaming، والثانية على ناس في العمرة والحج، نترقب الفيلم”، وأوضح أحمد حلمي في الفيديو أن الفيلم “كوميدي”، وسيكون بعنوان “النونو”.

وأثار الإعلان غضبا مصريا واسعا، إذ ظهر أحمد حلمي يضحك وهو ما اعتبره كثيرون “تملقا”. وقال ناشطون إن تكرار الصورة النمطية للرجل المصري على أنه “نصاب” في الأفلام والمسلسلات الخليجية، أمر “معيب”.

وهاجم ناشطون أحمد حلمي على قبوله هذا الدور، الذي يأتي بعد أزمة الحج الأخيرة، حيث اتهم مسؤولون سعوديون بشكل غير مباشر، مصر، بأنها صاحبة أكبر عدد من الحجاج المخالفين، وشركات الحج الوهمية.

يعد الحج مصدرا لمكانة سياسية ودينية كبيرة للمملكة العربية السعودية باعتبارها خادمة الحرمين الشريفين، وتدر إيرادات بمليارات الدولارات للمملكة كل عام. يمكن أن تحمل حوادث السلامة والأمن مخاطر جيوسياسية، مما يزيد من دعوات المنافسين للسعوديين مثل إيران والحوثيين في اليمن لوضع مكة والمدينة تحت الإدارة الدولية.

قال مسؤولون إن غالبية القتلى من المصريين دون تصريح. وقال المسؤول السعودي لوكالة فرانس برس “نقدر عدد الحجاج غير النظاميين بحوالي 400 ألف شخص غالبيتهم العظمى من جنسية واحدة” في إشارة إلى مصر.

وقال مصريون “يبدو أنّ القائمين على الهيئة العامة للترفيه في السعودية، وفي مقدّمتهم رئيس مجلس إدارتها تركي آل الشيخ، قرّروا حصر الشخصية المصرية سينمائيا في إطار ‘مخالفي قوانين المملكة’، حتى ولو في سياق كوميدي. فبعدما نفّذت عصابة ‘ولاد رزق’ عملية السطو على ساعة باهظة الثمن في كواليس ‘موسم الرياض’، كما ظهر في أحداث الجزء الثالث من السلسلة السينمائية الشهيرة، أعلن ‘بوناصر’ عن قصة الفيلم الجديد ‘النونو’ من بطولة الممثّل المصري أحمد حلمي.

وسيؤدي النجم الكوميدي أيضا شخصية “نصاب”، ولكن هذه المرّة في مكة والرياض، حيث سينفّذ أكثر من عملية، أُولاها في كواليس “كأس العالم للرياضات الإلكترونية” الذي يوليه آل الشيخ اهتماما بالغا هذا الصيف. ثمّ سيذهب “النونو” لتنفيذ عملية نصب أخرى في موسم الحج!

وخلافا لـ”ولاد رزق 3″، لن يضطر صناع “النونو” إلى التصوير باستعجال في كواليس البطولة التي انطلقت قبل يومين وستنتهي في الخامس والعشرين من أغسطس المقبل. وفي هذا السياق، أعلن بوناصر أنّ تصوير الفيلم سيبدأ في نهاية العام الجاري.

وسلط آخرون الضوء على التنافس الفني بين مصر والسعودية الذي تخفيه هذه المعارك. وكتب معلق:

يشير ناشطون إلى التراشق الإعلامي الذي سبق أن أثير بين كتاب وإعلاميي البلدين، والذي يعود بشكل أساسي إلى تباين في وجهات النظر بين مصر والسعودية حول أسلوب معالجة بعض القضايا الاقتصادية والسياسية التي تهم البلدين وخصوصا الاقتصادية. ورغم تهدئة الأمور لاحقا، إلا أن جذوة المشكلة بقيت مشتعلة تحت الرماد وتتحين الفرصة للاشتعال مجددا في أي منافسة بين البلدين.

ويعتبر الفن والإعلام من عناصر القوة الناعمة لمصر، وعبّر الكثيرون عن مخاوفهم من أن تتحول السعودية إلى هوليوود العالم العربي من خلال مهرجانات الدراما والإعلام والسينما والحفلات الفنية وتسحب البساط من مصر التي لطالما اعتبرت نفسها قبلة الفن العربي.

وظهر التأثير الأكبر للانفتاح السعودي على الفن المصري في عدة مجالات وليس فقط في استقطاب النجوم المصريين للمشاركة في الحفلات والترويج للفعاليات، بل أيضا في استقطاب شركات الإنتاج المصرية وشركات الخدمات الفنية وجذب الأعمال المصرية للتصوير في السعودية، وهو ما اعتبره البعض تهديدا كبيرا للبنية الأساسية لصناعة الدراما والسينما في مصر. وذكرت مصادر مطلعة أن السعودية باتت تشترط على شركات الإنتاج التي تريد العمل فيها إنشاء مكاتب وفروع لها في المملكة حتى تستمر في نشاطها.

وظهر الاستياء المصري واضحا بعد الحفلات المتتالية للفنانين المصريين في السعودية، وطريقة تعبيرهم عن شكرهم وامتنانهم للسعودية ودورها في دعم الفن والفنانين، حيث ثارت مجددا ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي وحدث هجوم شرس على الفنانين الذين شكروا الرياض، ومن أبرزهم الفنانة السورية أصالة نصري التي وصل الهجوم عليها إلى حد إلغاء حفلاتها في مصر بسبب ما اعتبره رواد مواقع التواصل الاجتماعي “تنكرا لفضل مصر عليها”.

ومع اشتداد الحروب الكلامية بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي حول المنافسة الإعلامية والفنية بين البلدين، تخرج العديد من الأصوات في مصر داعية إلى التهدئة.

وعُرفت القاهرة باسم “هوليوود العالم العربي” على مدار قرن من الزمن، حيث تحظى أفلامها بشعبية كبيرة ونجومها معروفون في جميع أنحاء المنطقة، ومع ذلك، مع مواجهة مصر لأسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها الحديث، بما في ذلك صناعة الإعلام، فإن “الإحسان” السعودي يولد ديناميكية قوة غير متكافئة تتمثّل في عمليات الاستحواذ أكثر من الشراكة.

06 يوليو 2024

هاشتاغ

التعليقات