اخبار

رد حماس يكسر الجمود حول صفقة للتهدئة مع إسرائيل
رد حماس يكسر الجمود حول صفقة للتهدئة مع إسرائيل
منح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لإرسال وفد للتفاوض على صفقة محتملة مع حركة حماس، لكنه شدد على أن الحرب لن تنتهي في قطاع غزة إلا “بعد تحقيق جميع أهدافها وليس قبل ذلك بلحظة”. وجاء قرار نتنياهو بعد أن تلقى ردا من حركة حماس على مقترح أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن في أواخر مايو الماضي ويتضمن الإفراج عن نحو 120 رهينة محتجزين في غزة ووقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني المدمر.

وقال مسؤول حكومي إسرائيلي لوسائل إعلام عبرية الخميس، إن نتنياهو اتخذ قراره بإرسال وفد للتفاوض دون مناقشة ذلك في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت)، ولم يوضح المسؤول الوجهة التي يسافر إليها الوفد. وتتوسط مصر وقطر في جهود إنهاء الصراع المستمر منذ قرابة تسعة أشهر، وعقدت جولات من المحادثات في كلا البلدين. وقال مصدر فلسطيني مقرب من جهود الوساطة لرويترز إن حماس أبدت في الرد الذي قدمته مرونة بشأن بعض البنود، وهو ما سيسمح بالتوصل إلى اتفاق إطاري إذا وافقت إسرائيل.

واعتبر الوزير الإسرائيلي السابق في حكومة الحرب غادي آيزنكوت، أن بلاده “في أقرب نقطة من إبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس”، لكنه جدد الإعراب عن شكوكه في أن يقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بالاتفاق الحالي. ورأى آيزنكوت، أن الاتفاق الحالي وإن تم سيكلف تل أبيب “ثمنا باهظا للغاية”. وقال إن بلاده “تستطيع أن تتحمل وقف الحرب لأربعة أشهر ولأي فترة زمنية”.

وأضاف معلقا على إمكانية الاتفاق مع حماس في الوقت الحالي “هذه ليست نهاية الحرب”. غير أنه استدرك “لسوء الحظ، أجد صعوبة في رؤية أن نتنياهو سيرتقي إلى مستوى القيادة الإستراتيجية، ويتخذ قرارا صعبا للغاية بوقف الحرب، ويقبل الصفقة ويخبر (وزير المالية بتسلئيل) سموتريش و(وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير) أن هذا هو الشيء الصحيح”.

ويعارض سموتريتش وبن غفير، التوصل إلى اتفاق يتضمن إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل الأسرى الإسرائيليين، ويشمل أيضا وقف الحرب الدائرة في قطاع غزة. وإلى جانب وقوفهما ضد أي اتفاق يتضمن وقف الحرب، يدعو بن غفير وسموتريتش، إلى “احتلال قطاع غزة وإقامة مستوطنات يهودية فيه وتهجير السكان من القطاع طوعا”.

كما هددا مرارا بإسقاط حكومة نتنياهو، إذا ما قبل الأخير اتفاقا ينهي الحرب على القطاع. وفي هذا الشأن، رأى آيزنكوت أن نتنياهو أمامه “معضلة إستراتيجية تتمثل في عودة المختطفين (الإسرائيليين في غزة) مقابل بقاء الحكومة".

ومضى قائلا "نتنياهو اليوم مقيد باحتياجات شخصية وسياسية تفوق قدرته على إنقاذ دولة إسرائيل. وبات لا يتمتع بهذه القدرات القيادية، ولهذا السبب يجب استبداله”. من جهتها كشفت صحيفة هآرتس مساء الخميس، أن رؤساء المؤسسة الأمنية يرون بوجود فرصة لإبرام صفقة، لكنهم يخشون أيضا أن يفوّتها نتنياهو بسبب حسابات سياسية.

وأوضحت الصحيفة العبرية أن ردّ حماس أثار خلافات كبيرة بين قادة المؤسسة الأمنية وبين نتنياهو، وأن المسؤولين في المستوى المهني الذين يتعاملون مع قضية المحتجزين والمفقودين الإسرائيليين، ومثلهم وزير الأمن يوآف غالانت، يرون فرصة جديدة للتقدّم في اتصالات الصفقة، إلا أن نتنياهو، كما يظهر في التسريبات، وحتى في التصريحات الرسمية، لا يشاركهم هذه الرؤية.

وتشمل الصفقة المطروحة الإفراج التدريجي عن رهائن من الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية خلال المرحلتين الأوليين، بالإضافة إلى إطلاق سراح سجناء فلسطينيين. وستتضمن المرحلة الثالثة إعادة إعمار القطاع الذي دمرته الحرب وإعادة رفات الرهائن الذين لقوا حتفهم.

ويرى مراقبون أن السبب الوحيد الذي قد يدفع نتنياهو إلى القبول بتهدئة في القطاع، هو التركيز على الجبهة الشمالية حيث يتصاعد التوتر مع حزب الله بشكل بات ينذر بمواجهة شاملة. ويشعر نتنياهو بالحرج حيال القصف الذي يقوم به حزب الله على شمال إسرائيل، والذي بات يجلب له المزيد من الانتقادات في الشارع الإسرائيلي.

وأبدى الفلسطينيون في غزة تفاؤلا حذرا إزاء الأنباء الواردة. وقال يوسف وهو مواطن من غزة "إحنا نأمل أنه هاي نهاية الحرب لأنه إحنا تعبنا وما راح نتحمل انتكاسات وإحباطات جديدة"، ولدى يوسف ابنان وهو نازح يعيش حاليا في خان يونس جنوب القطاع. وأضاف عبر أحد تطبيقات المراسلة "كل ساعة زيادة في ها الحرب معناها ناس كتير تانية راح تموت وبيوت كتير راح تتدمر، بيكفي، أنا بقول هيك لقياداتنا، لإسرائيل وللعالم".

وإلى وقت قريب تصر حماس على أن أي اتفاق لابد أن ينهي الحرب المستمرة منذ قرابة تسعة أشهر وأن يؤدي إلى الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة. في المقابل تقول إسرائيل إنها لن تقبل سوى هُدَن مؤقتة فحسب في القتال حتى القضاء على حماس. وواصل فلسطينيون كثيرون الخميس البحث عن ملاذ عقب أمر إخلاء شمل مدينتي خان يونس ورفح، وتقول الأمم المتحدة إن الأمر الصادر يستهدف أكبر عدد من السكان بعد أن صدر أمر لنحو 1.1 مليون شخص بمغادرة شمال القطاع في أكتوبر.

وقال سكان خان يونس إن أسرا كثيرة تنام على الطرق لأنها لا تستطيع العثور على خيام. وأفاد مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني بأن طائرات ودبابات إسرائيلية قصفت عدة مناطق في أحياء الشجاعية والصبرة والدرج والتفاح، ما أسفر عن مقتل عدة فلسطينيين منهم أطفال وإصابة آخرين. وما فتئ المسؤولون الإسرائيليون يكررون في الفترة الأخيرة أن مرحلة القتال العنيف ضد حماس تقترب من نهايتها وأنه سيتم الانتقال قريبا إلى عمليات أكثر دقة في تحديد الأهداف.

ومع ذلك، وبعد أشهر من الصراع، لا تزال حماس تقول إنها تمتلك الذخيرة اللازمة للرد. وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، الخميس إنها استهدفت مقرات قيادة عمليات إسرائيلية شرق مدينة غزة بصواريخ. كما قالت الحركة إن مقاتليها تمكنوا من إطلاق صاروخ مضاد للطائرات سوفيتي الصنع باتجاه طائرة هليكوبتر أباتشي في السماء فوق حي الشجاعية إلى الشرق من مدينة غزة، دون توضيح ما إذا كان قد أصابها.

05 يوليو 2024

هاشتاغ

التعليقات