عربي ودولي

تفرّق الساحات: حزب الله يصعّد قصفه ليمنع اندلاع حرب شاملة
تفرّق الساحات: حزب الله يصعّد قصفه ليمنع اندلاع حرب شاملة
يحمل التصعيد المحدود الذي يلوّح به حزب الله في مواجهة إسرائيل رغبة في خلق مناخ إقليمي ودولي محذر من خطر اتساع الحرب إلى حرب شاملة في موقف مزدوج يقوم على فكرة التصعيد لمنع المزيد من التصعيد، في وقت لم يعد فيه الحزب معنيا بوحدة الساحات وتخفيف الضغط عن قطاع غزة ويسعى لوقف الخسائر المتصاعدة التي طالت قياداته العسكرية النوعية.

وتقوم خطة حزب الله الحالية على فصل الساحات ولتفعل إسرائيل ما تفعل من قصف في غزة، وما يهمه ما يحدث من استهدافات قاسية في جنوب لبنان وخصوصا لكبار القادة العسكريين في الحزب.

وصار الحزب حريصا على التأكيد أن هجماته هي انتقام لتصفية إسرائيل كبار قادته العسكريين ولا أثر يذكر للرد على هجمات الإسرائيليين على غزة وقتلهم المزيد من الأبرياء، وهي رسالة إلى إسرائيل والوسطاء الإقليميين والدوليين الذين يتحركون لإنهاء التصعيد على الجبهة اللبنانية تقول إن الحزب يريد التهدئة ومستعد لها.

الحزب حريص على التأكيد أن هجماته هي انتقام لتصفية كبار قادته ولا أثر للرد على هجمات إسرائيل على غزة

ولم يعد أحد من قيادات حزب الله يتكلم عن وحدة الساحات وربط التهدئة مع إسرائيل بوقف التصعيد ضد حماس، والربط الوحيد الذي رشح هو إعلان الشيخ نعيم قاسم، نائب أمين عام حزب الله، أن الهدنة في غزة ستعني هدنة في جنوب لبنان أيضا.

وفشلت مبكّرا خطة حزب الله في الوفاء لوحدة الساحات، وهو يحتاج إلى أن يخرج من مغامرة الحرب بأيّ طريق ممكنة، وليس من المستبعد أن تضغط إيران على حماس للقبول بالهدنة التي تتوسط فيها قطر ومصر لوقف استهداف الحزب والتشجيع على تسوية شاملة.

وشن حزب الله هجوما بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل الخميس وهدد بضرب أهداف جديدة ردا على مقتل أحد كبار قادته في أحدث تصعيد للعنف في الصراع المتفاقم بشكل مطرد على الحدود الإسرائيلية – اللبنانية.

ويحتدم الصراع تدريجيا منذ شهور بين حزب الله وإسرائيل بالتوازي مع حرب غزة مما أثار مخاوف من نشوب حرب واسعة النطاق يقول الجانبان إنهما يرغبان في تجنبها ويعمل دبلوماسيون على تفاديها.

ومع وقوع أحدث أعمال عنف في مناطق عند الحدود أو بالقرب منها في اتساق مع النمط السائد في الأشهر التسعة الماضية، توترت الأعصاب لليوم الثاني على التوالي في بيروت وأنحاء لبنان بسبب أصوات الانفجارات المدوية. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إن طائرات إسرائيلية اخترقت حاجز الصوت فوق مناطق كثيرة في لبنان.

وقال حزب الله إنه أطلق أكثر من 200 صاروخ وسربا من الطائرات المسيرة على عشرة مواقع عسكرية إسرائيلية ردا على مقتل محمد ناصر، أحد كبار قادة الحزب في جنوب لبنان الأربعاء.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم رصد نحو “200 قذيفة وأكثر من 20 هدفا جويا مشتبها به وهي تعبر من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية”، واعترضت الدفاعات الجوية والطائرات المقاتلة الإسرائيلية عددا منها. وذكر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن مزاعم حزب الله قيد المراجعة. وقالت هيئة الإسعاف الإسرائيلية إنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب منصات إطلاق صواريخ في جنوب لبنان واعترض عددا من القذائف. وأضاف أن بعض الطائرات المسيرة وشظايا الصواريخ الاعتراضية تسببت في إشعال حرائق. وأضاف أن سلاح الجو الإسرائيلي “قصف منشآت عسكرية لحزب الله” في منطقتي راميا وحولا في إشارة إلى قريتين في جنوب لبنان.

وأشار هاشم صفي الدين، المسؤول الكبير في حزب الله، خلال حديثه في حفل أقيم ببيروت لتأبين ناصر، إلى أن جماعته ستوسع نطاق استهدافها. وقال صفي الدين إن “مسلسل الردود مستمر على التوالي، وسيستمر هذا المسلسل في استهداف مواقع جديدة لم يتخيل العدو أنها ستتعرض للضرب”.

وتتزعم الولايات المتحدة الجهود الدبلوماسية لتهدئة القتال. وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكشتين ناقش الجهود الفرنسية والأميركية لاستعادة الهدوء خلال اجتماعات مع المسؤولين الفرنسيين الأربعاء.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أوصى هوكشتين بأن “ينقل رسالة واحدة لرئيس وزراء لبنان، إما عودة حزب الله إلى ما وراء الليطاني الآن أو الحرب”، فهل الحرب على الجبهة الشمالية باتت قاب قوسين؟

وقال المسؤول إن “فرنسا والولايات المتحدة تشتركان في هدف حل الصراع الحالي عبر الخط الأزرق بالوسائل الدبلوماسية، مما يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم مع ضمانات طويلة الأمد بالسلامة والأمن”، في إشارة إلى الخط الفاصل بين الجارتين.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأربعاء إن القوات الإسرائيلية تضرب حزب الله “بقوة شديدة كل يوم” وستكون جاهزة لاتخاذ أيّ إجراء ضروري ضد الجماعة، لكن الأفضلية للتوصل إلى ترتيب عن طريق التفاوض. وأطلق حزب الله صواريخ على إسرائيل الأربعاء أيضا ردا على مقتل ناصر.

وبدأ حزب الله إطلاق النار على أهداف إسرائيلية على الحدود مع لبنان بعد أن شنت حركة حماس، حليفته الفلسطينية، هجوما على إسرائيل في السابع من أكتوبر معلنا دعمه للفلسطينيين.

وأسفرت الهجمات الإسرائيلية في لبنان عن مقتل أكثر من 300 من مقاتلي حزب الله ونحو 90 مدنيا. وتقول إسرائيل إن إطلاق النار من لبنان أدى إلى مقتل 18 جنديا و10 مدنيين.

05 يوليو 2024

هاشتاغ

التعليقات