خرافة الولاية هي أشد التحديات خطورة، وأكثرها تطرفا حينما يتعلق الأمر ببناء الدولة التي لا يمكن لأي مجتمع أن يستقر بدونها، وهي الدولة المدنية بنظام المواطنة.
إن رفض الدول المدنية كان سبباً في التمسك بخرافة الولاية.
لقد ترعرعت خرافة الولاية، وظلت محافظة على حيويتها في الفكر السياسي الشيعي في البيئة الواسعة التي استباحها وهجنها الفكر الديني المتطرف بنحله وملله المختلفة، والتي تقاطعت عند نقطة واحدة وهي رفض الدولة المدنية ونظام المواطنة، الأمر وفر لكل جماعة مبرراً لأن تتمسك بحجتها ومفهومها للحكم من موقع أيديولوجي لا يمكن معه حل هذه الاشكالية بالعنف، وإنما بالتوافق على صيغة للحكم تنقلنا من مرابض الفكر المتطرف، وما انتجه من أيديولوجيات متناحرة وأفخاخ للعنف المستمر، إلى صيغة عقد اجتماعي لدولة مدنية ونظام مواطنة يكون فيها الشعب هو مالك السلطة ومصدرها.
ولا شك أن الفكر الاسلامي المستنير، الذي تناول هذه الاشكالية على نطاق واسع وبأسلوب جدلي وروح تتفق مع فهم الاسلام في حركته، لا في جموده، للصيرورة المجتمعية، وعلاقة أحكامه بالتطور الطبيعي للبشرية، سيرفد الأمة بالقواعد التي تلبي هذه الحاجة بعيداً عن عصبية الايديولوجيات التي أدمت الأمة الاسلامية، وأخرجتها من المسار الطبيعي للبشرية والذي هو طريق التطور والروابط الحضارية مع الأمم الأخرى لتبقى حبيسة صراعات تعود جذورها الى الفتنة الكبرى وما أعقبها من دورات دموية.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك