أفاد علماء بنجاح تجارب سريرية لحبة دواء خفضت خطر الوفاة بأحد أنواع سرطان الرئة إلى النصف، عند تناولها مرة يوميا بعد الجراحة لإزالة الورم.
وكشفت نتائج المرحلة الثالثة من التجارب التي عرضت خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لعلم الأورام السريري في شيكاغو، الأحد، أن تناول عقار أوزيميرتينيب (Osimertinib) واسمه التجاري "تاغريسو" قلل بشكل كبير من خطر وفاة المرضى في المراحل المبكرة لسرطان الرئة غير صغيرة الخلايا (NSCLC)، وهو الشكل الأكثر شيوعا للمرض، وذلك بنسبة 51 في المئة.
وقالت سوزان غالبريث، من قسم البحث والتطوير بشركة "أسترازينيكا" العملاقة المصنعة للعقار أن هذه النتائج تؤكد أهمية تشخيص مرضى سرطان الرئة مبكرا، وفق بيان للشركة.
وسرطان الرئة السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم. ووفق "مايو كلينك"، فإن المدخنين أكثر عرضة للإصابة به، ويمكن أن يصيب أيضا الأشخاص الذين لم يدخنوا مطلقا. ولا يتسبب هذا النوع من السرطان عادة في ظهور علامات وأعراض في مراحله الأولى. وتظهر العلامات عادة عند تقدم المرض.
وشملت الدراسة الجديدة مرضى تتراوح أعمارهم بين 30 و86 عاما في 26 دولة لديهم طفرة في جين EGFR، الذي يوجد في حوالي ربع حالات سرطان الرئة في العالم. وتعد هذه الطفرة أكثر شيوعا عند النساء من الرجال، وفي الأشخاص الذين لم يدخنوا مطلقا أو لم يدخنوا بكثرة.
وينتج الجين بروتينا موجودا على سطح الخلايا يساعدها على النمو والانقسام. وتحتوي بعض خلايا سرطان الرئة، غير صغيرة الخلايا (NSCLC)، على الكثير من هذا البروتين مما يجعلها تنمو بشكل أسرع من المعتاد.
وقال الدكتور روي هيربست، نائب مدير مركز ييل للسرطان، المشرف الرئيسي على الدراسة، وفق ما نقلته الغارديان: "قبل 30 عاما، لم يكن هناك شيء يمكننا فعله لهؤلاء المرضى. الآن لدينا هذا الدواء الفعال". وأضاف أن "نسبة 50 في المئة نسبة كبيرة في أي مرض، وبالتأكيد في سرطان الرئة، والذي عادة ما يكون شديد المقاومة للعلاجات".
واعتبر أن النتائج ستغير الوضع بالنسبة لربع مرضى سرطان الرئة في جميع أنحاء العالم الذين يعانون من طفرة EGFR.
وأوضح أن عددا من المرضى في المملكة المتحدة والولايات المتحدة ودول أخرى قادرون بالفعل على الوصول إلى الدواء، مشيرا إلى الحاجة إلى وصوله إلى مناطق أخرى.