أخيراً غادر معين عبد الملك قصر المعاشيق الذي لم يغادره منذ أربع سنوات إلى إلى الطائرة للسفر خارج البلد.
وصل معين عبد الملك إلى أبين وكان متوقعاً أن الجوعى والمرضى والعاطلين عن العمل سيبيعون أسمالهم المهترئة ليشتروا بها وروداً لاستقباله.
لم أكن أتمنى حصول الفوضى واستخدام السلاح في إجبار الأهالي على فتح الطريق لفخامته ليدخل أكثر مناطق الجنوب جوعاً وفقراً ومرضاً وعرضةً للظلم والتجاهل، وهي من أكثر المناطق ثروة وموارد.
وطبعا لم اتمنَّ أن يستخدم احدٌ السلاح في مواجهة أحدٍ، لكنني أعجب ممن يعتقدون أن الرافضين لزيارة معين لابين يستهدفون أبين بينما هم أهل ابين وضحايا سياسات معين وحكومته، وكأن الرجل جاء ليقدم لأبين وأهلها الجنة الموعودة، ونسى هؤلاء الإخوة والأخوات المثل القائل " قبل ما تحلب الربح تفرج إلى وجهه".
ليس قطع الطريق وسيلة حضارية، رغم إن الرجل لا علاقة له لا بالحضارة ولا حتى بالمنطق العفوي التقليدي اليومي.
ما ينبغي على رجال الفكر والقانون والقضاء الجنوبيين، هو تشكيل لجنة حقوقية من المحامين المهرة لتقديم دعوى قضائية أمام المحكمة العليا للطالبة بمحاكمة معين عبد الملك وحكومته على الجرائم التي ارتكبها في حق أبناء الجنوب، سواء في تدمير الخدمات أو في نهب المال العام والودائع المقدمة من الاشقاء، أو في نهب مرتبات الموظفين والمتقاعدين المدنيين والعسكريين، أو في توزيع الإعانات المالية على النازحين المصطنعين من المسلحين والمستثمرين الذين يستلمون الإعانات بيد ويفتحون مشاريعهم الاستثمارية باليد الأخرى.
قطع الطريق وإثارة الفوضى خدمةٌ مجانية لمعين عبد الملك وأمثاله من العابثين والفاسدين، لأنه يحول أصحاب الحق إلى مشاغبين وفوضويين والمتهمين بالجرائم الجسيمة إلى ضحايا مزيفين، ويغيب الجوهر الحقيقي للحقوق التي يناضل من أجلها كل الجنوبيين ضد معين عبد الملك ومن أتى به.
المكان الحقيقي لمعين عبد الملك وأمثاله ليس قصر المعاشيق ولا طائرات السفر للتجوال بين العواصم لتمثيل بلد لا يقدم لها أربع ساعات متواصلة من خدمة الكهرباء. . .
مكانه الحقيقي هو قفص الاتهام وخلف قضبان السجن عقابا له على جرائمه الجسيمة في حق كل الجنوبيين، عدا شركائه في فتات الغنيمة التي يحصدها هذا الرجل من وراء جرائمه هذه.
كل هذا لا يمنع المواطنين الجنوبيين من تنظيم فعالياتهم الاحتجاجية المطالبة باستئصال هذا الورم الخبيث المدعو معين عبد الملك، فباستئصاله يستعيد الجسم الجنوبي عافيته وببقائه علينا أن نعد المزيد من غرف العناية المركزة والمقابر لاستقبال ضحايا السياسات المسممة لهذا الرجل وحكومته.
فهل يعي الجنوبيون طريقهم السليم والمنطقي والصحيح لقطع دابر الفساد والفاسدين؟
وأخيراً:
لا تنتظروا من رشاد العليمي أو سلطان البركاني محاسبة هذا الرجل، حتى لو قتل وسرق وسطا وأجرم، لأن المثل يقول "ما حد يحاسب ابن عمه".