في أول تصريح له منذ توقيع اتفاق بكين الذي تضمّن عودة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران، قال وزير خارجية ايران في معرض تعليقه على الاتفاق إن القضية اليمنية شأن داخلي بين اليمنيين.
التعليق في منطوقه العام لا يختلف حوله أحد، فكل الدول العربية والدول الاسلامية ودول الاتحاد الأوربي ودول آسيا وأمريكا اللاتينية وافريقيا والدول دائمة العضوية في الأمم المتحدة ترى فعلاً أن القضية اليمنية هي شأن داخلي ولكن بمضمون يفسرها بأبعادها التي تقوم على حقيقة أن هناك جماعة مسلحة انقلبت على الشرعية الدستورية بقوة السلاح، وتسببت في هذه الحرب التي دمرت اليمن، والتي يجب أن تتوقف فوراً بإنهاء أسبابها، وهو مضمون مختلف تماماً عن المضمون المثقوب لتصريح وزير خارجية النظام الايراني الذي يخفي هذا البعد في نشوء القضية، وهو الأمر الذي يجعلها تبدو وكأنها قد تبلورت واستقرت بمعزل عن أسبابها الحقيقية التي يصعب معها الحل دون معالجتها كمقدمة للحل الشامل.
عدم الاعتراف من قبل إيران بأسباب القضية، والاقتراب من مفهوم المجتمع الدولي في تعريف هذه القضية، يجعل الحديث عنها ك"شأن داخلي"حديثاً ملتبساً لا يوحي بأن هناك أي نية حقيقية للتعاطي معها كجزء من عناصر تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك