مقالات

الانتقالي وتحديات التوافقات الإقليمية بشأن أزمة اليمن
الانتقالي وتحديات التوافقات الإقليمية بشأن أزمة اليمن
الكاتب :م. مسعود احمد زين
حددت السعودية وإيران شهرين لإكمال تطبيع العلاقات وتبادل السفراء بينهما فهل يغتنم المجلس الانتقالي هذين الشهرين لترتيب أوراقه بشكل جيد والاستعداد لمرحلة سياسية قادمة، ربما سيتحول فيها الحليف الإقليمي من داعم مطلق إلى عامل ضغط على الفرقاء المحليين للقبول بأي توافقات إقليمية في ملف الحرب باليمن.

بعد شهرين تقريبا ستحل الذكرى السادسة لتأسيس الانتقالي (4 مايو 2017) وانتقال حالة الصراع بالمنطقة إلى مرحلة جديدة، فهل يجعل الانتقالي من موعد هذه الذكرى سقفا زمنيا ينجز فيه ترتيب وضعه الداخلي بشكل أفضل؟

ثلاثة تساؤلات يجب أن يقف أمامها الانتقالي بكل مسؤولية ويضع لها بالفعل وليس بالقول الإجابة الشافية.

1- طالما والسياق الإقليمي الآن ذاهب باتجاه الحلول التوافقية بدلا عن المواجهة، فهل من الحكمة أن يصرف الانتقالي أي جهد إضافي لحشد الطاقات للحرب ضد الحوثي لتحرير الشمال، أم أن الواجب يستدعي حشد هذه الطاقات لتأمين وادي حضرموت والمهرة عسكريا بقوات من أبنائها وإخراج أي قوة أخرى حتى يتعزز الموقف الجنوبي في أي مفاوضات سياسية قادمة؟

2- أين يجب أن يصرف الانتقالي وقته في مسار لم الشمل والمصالحة الوطنية؟ مع الإخوة في تعز والشمال، أم من باب أولى مع مختلف الطيف الجنوبي للخروج برؤية مشتركة يذهب بها موحدا إلى أي مفاوضات سياسية قادمة؟

 بتفصيل أكثر:

* أيهما أنفع سياسيا للانتقالي والجنوب العمل مع عبدالملك المخلافي مثلا حول ملفات الشمال أم العمل مثلا مع فارس الميدان محمد علي أحمد حول ملف الجنوب؟

* أين الأقرب للانتقالي والجنوب عند قبول شراكة العمل في أي مؤسسة حكومية مع حزب الإصلاح.. أن نعمل مع الإخواني المعتق حمود الهتار لمصلحة صنعاء فقط، أم العمل مع الشخصيات الجنوبية المقدامة وإن اختلفت معهم أمثال ابن عديوه ونائف البكري اللذين لا يمكن أن تخلو عروقهم أبدا من نبض وطني جنوبي؟

* من يجب أن يدعم الانتقالي في قيادة الملف الاقتصادي للدولة، هل يدعم معين عبدالملك، صاحب هدف صفر تنمية وخدمات للجنوب أم يتبنى الانتقالي هدف تثبيت شوامخ اقتصادية جنوبية معروفة في هذه المواقع أمثال: الشامخ النزيه بن همام؟؟؟

بمعنى أبسط في هذه النقطة/ التساؤل، طالما وقبلنا العمل المشترك مع الجميع في إطار الدولة، لماذا يصرف الانتقالي جهده في تبني النعاج الجرباء للغرباء ونترك تيوسنا المرجبة هدية في الصحراء حتى تنهشها النسور؟ أين الحكمة؟

 التساؤل الثالث، ما هو الأنفع استراتيجيا للانتقالي في هذه المرحلة الحساسة: هل هو استهلاك الوقت الثمين واستمرار العصيد في هيئة التشاور والمصالحة لإعادة بناء مؤسسات دولة خربة ولا تؤمن صراحة بحقوقك الوطنية، أم أن الأهم كفرض واجب أن يكمل الانتقالي إعادة هيكلة مؤسساته بعد حوار جنوبي ناجز والاستعداد لدخول الجنوب موحدا في أي مرحلة سياسية قادمة؟

 نقطة أخيرة وخطيرة:

بعد هذه التوافقات الإقليمية المفاجئة لكل الأطراف المحلية، فإن الوضع المرتبك لكل الأطراف المحلية يشبه كثيرا الوضع المرتبك في جنوبنا نهاية عام 1989 بسقوط منظومة الدول الاشتراكية ثم انهيار الاتحاد السوفيتي لاحقا.

ذلك الارتباك كان أحد أسباب اتخاذ قرارات مرتجلة غير مدروسة للدخول بالوحدة 1990، وكذلك كانت من أكبر نقاط ضعف الجنوب في المرحلة الانتقالية بعد إعلان الوحدة هي أن الجنوب دخل الوحدة منقسما على نفسه (زمرة وطغمة).

وعلية يجب عدم تكرار هذا الخطأ/ اللغم والذهاب لأي مفاوضات سياسية قادمة دون تحصين الجبهة الداخلية.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك

17 مارس 2023

هاشتاغ

التعليقات

الأكثر زيارة