في هذه المرحلة العصيبة الذي يتكالب فيها كل دهاة السياسة من الشمال والخارج ضد القضية الجنوبية، نحن أحوج لتعزيز الثقة والتقارب وتقوية الجبهة الداخلية.
مهم جدا عدم شخصنة النقد في أي قصور للأداء.
ومهم أكثر أن يتركز النقد على سلبيات وعيوب العمل نفسه وليس لشخصيات القيادات.
القيادات تنتقدها وتقيمها الهيئات التابعة لها وتتخذ معها ما يلزم.
علينا نقد المنهج التفاوضي للانتقالي وعدم تكرار نفس الأخطاء التي حصلت في وثيقة "اتفاق الرياض"، عدم تكرارها الآن في هيئة المصالحة أو أي هيئة أخرى يشارك بها الانتقالي.
أهم ثغرة تفاوضية يقع فيها الانتقالي وقد تكون لها نتائج كارثية على القضية الجنوبية هو الرضوخ للأطراف الأخرى في تمرير مبدأ (الكلفتة) في إقرار الاتفاقيات والوثائق مع الأطراف المتفاوضة الأخرى والالتزام بتنفيذها
ومن دون الرجوع لإقرارها في الهيئات المعنية في الانتقالي (هيئة رئاسة الانتقالي وقيادة الجمعية الوطنية والأمانة العامة، إن لم يكن في الجمعية الوطنية ذاتها).
هذا الشرط سوف يحمي المفاوض الجنوبي من أي أفخاخ وضعها له الآخر في أي اتفاق، ويرفع عنه المسؤولية الشخصية لتتحملها مؤسسة الانتقالي كاملة أمام الناس وأمام التاريخ.
يكفي ما حصل من أخطاء قاتلة في اتفاق الرياض، ولولا الغضب الشعبي عند نشر تسريبات الاتفاق (ولم ينشر الانتقالي حتى اليوم الوثيقة الرسمية النهائية لاتفاق الرياض)، لولا ذلك الغضب لكان تم تمرير الفخ الخطير ضد القوات المسلحة الجنوبية (عصا الجنوب وأنيابة في هذه المعركة) وذلك بالبدء في الجانب العسكري والأمني وابتلاع القوات الجنوبية داخل دولة الشرعية الفاسدة قبل تقديم أي خطوة سياسية فيها اعتراف شرعي بالانتقالي كطرف سياسي مشارك في اتخاذ القرار بالحكومة وكل مؤسسات الدولة.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك