مقالات

المفاوضات وإملاءات الحوثي
المفاوضات وإملاءات الحوثي
الكاتب :خالد سلمان
الحوثيون يحتفون بدخول البواخر عبر موانئ الحديدة من دون تفتيش او ترخيص أو إشراف على طبيعة حمولاتها، وما إذا كانت تجارية أم عسكرية. 

من حقه أن يقيم اعلام الزينة لأن مثل هذ القرار لم يمنح له هبة من موقع الرأفة بالضعيف، بل انتزعه بتصلب مواقفه وقوته الميدانية، وقدرته على استثمار كل أوراقه على طاولة المفاوضات السياسية، وهو ما عجزت عن فعله الأطراف الأُخرى، أو بالأصح لم يعد لديها من أوراق قابلة للمقايضة في حقل التنازلات المتبادلة. 

قرار عدم إخضاع حركة السفن المتجهة لموانئ الحوثي للإشراف والرقابة ليس قراراً معزولاً لذاته، بل هو منتج لحوارات سياسية مباشرة وغير مباشرة مع الرياض وبمظلة أممية، تستوعب كل إملاءات الحوثي بلا قيد أو شرط، أو مزامنة بين تنازل يُمنح له مقابل تنازل ينُتزع منه، وكل هذا يرسم إطار السلام المقدم لليمن، سلام يقوم على ضمان مصالح الرياض، مقابل سلطة حوثية مطلقة على الحكم، إلا من قليل شراكة شكلية لزوم التمويه، وإضفاء طابع المصالحة اليمنية اليمنية على وضع تم فيه وضع كل البيض في سلة واحدة. 

لدينا طاولة تفاوض وحولها مقعدان صنعاء والرياض، وفي السياسة والتفاوض المؤسس على القوة، لا مجال لتسول العطايا حين تكون لست شريكاً مقرراً بل مجرد كمالة عدد.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك

14 فبراير 2023

هاشتاغ

التعليقات

الأكثر زيارة