التلقيح الصناعي أصبح شائعاً، وهو مقبول ومحمود إذا كان ضرورياً لمصلحة المرأة والرجل، ولكنهم للأسف بالغوا فيه إلى درجة أنه أصبح (كالموضة)، خصوصاً أن الطب استطاع أن يجمد الحيوانات المنوية لأي رجل عدة أعوام، وتكون صالحة للتخصيب أو التلقيح حتى بعد وفاته، وإليكم بعض الحالات الموثقة:
سمحت محكمة أسترالية لأرملة باستخدام السائل المنوي الخاص بزوجها الراحل لتنجب طفلاً منه بعد سنة من وفاته.
وكانا يعتزمان التوقيع على وثيقة تخصيب اصطناعي غير أنه توفي قبل ذلك، وتقدمت بعدها أرملته بطلب أمام محكمة للحصول على الإذن باستخدامه.
وقرر القاضي أنه يحق لها استخدام السائل المنوي بما أنها المشرفة على تركة زوجها الراحل.
وحادثة أخرى فقد أنجب زوجان بريطانيان فارق العمر بينهما 36 عاماً، مولوداً عن طريق عملية تلقيح اصطناعي.
وكان يعرف لورنس وهو ممرض متقاعد استطاع أن ينجو من 12 أزمة قلبية، وأصبح بعدها عاجزا عن إنجاب طفل من زوجته آن ماري البالغة من العمر 31 عاماً، لكنه وافق على رغبتها بإجراء عملية تلقيح اصطناعي استخدم فيها سائله المنوي الذي أخذ منه وجمد قبل 11 عاماً، وولدت الزوجة مولدة وزنها 3.1 كيلوغرام، وقال لورنس كانت صدمة حقيقية ما زلت لا أصدق حصول ذلك، وأضاف: الآن قد نجرب مرة أخرى السنة القادمة.
كما ذكرت صحيفة مكسيكية أن امرأة وضعت المولود الجديد (داريو) بعدما خضعت لعملية قيصرية بسبب أن بنتها لم تستطع الحمل، فأخذوا بويضتها ولقحوها بسائل زوجها ثم زرعوها في رحم الأم، وقالت أم الطفل وجدته: هذا حفيدي الأول، لكنني لا أشعر بذلك لأنه يعتبر أيضاً ابني الرابع.
كل هذا قد يكون مفهوماً أو مستساغاً، ولكن أن يصل الحال إلى الترفيه بالمسابقات التلفزيونية والإذاعية، فإنني أظن أن ذلك هو قمة الاستهتار، مثلما حصل من إجراء إذاعة كندية مسابقة بعنوان (اربح طفلاً)، يحصل فيها الفائز على فرصة إجراء 3 عمليات تلقيح صناعي، وذكرت شبكة (CNN) الكندية أن الجائزة التي تعرضها إذاعة (CH4T - FM) تقدر قيمتها بـ35 ألف دولار على الأقل وهي كلفة إجراء 3 عمليات تلقيح صناعي لإنجاب أطفال أنابيب.
وقال خبير العقم جان سيلفرمان: إنني بالتأكيد أعارض جعل الأطفال كالسلع وتحويلهم إلى منتجات وسيعرض الأشخاص الخمسة الذين يصلون إلى المرحلة النهائية من المسابقة قصصهم الشخصية على الهواء، وبعدها يصوت المستمعون لاختيار من سيفوز بالجائزة قبل أن تختار لجنة تحكيم الفائز النهائي.