القيادي الحوثي عبدالكريم المتوكل كشف مستور الوضع الميداني في مأرب، بتأكيد وجود توجيهات عليا لديهم بعدم التقدم نحو آخر معاقل السلطة هناك، وإبقاء الوضع في حالة اللا حرب واللا سلم مقابل اقتسام حصص النفط والغاز، وتجنيب المنشآت تداعيات القصف لضمان حصة صنعاء من تلك الثروات.
المتوكل، في منصة حوارية عبر تويتر، يضيئ على جانب من تلك العلاقات المتشعبة، وإن كنا ندركها لكن أن تأتي من جهة حوثية عليا، حينها تنتقل التقديرات من حالة التحليل والاستنتاج الصحفي، إلى المعلومات الرسمية المؤكدة، بأن هناك تفاهمات من تحت الطاولة بين الإمارة الإخوانية في مأرب وسلطة مران.
وإذا كانت تلك التفاهمات تتصل بالمحاصصة الاقتصادية، فإنها من دون شك تتوج حوارات سياسية وصلت إلى مستوى متقدم بين الطرفين، بقبول الشرعية أو من خلف ظهرها، سيان الأمر.
هكذا تتضح الأبعاد الملتبسة لأسباب قصف منشآت نفط وغاز حضرموت وشبوة فقط، وتحييد ثروات مأرب بإبقائها خارج مظلة نيران الحوثي، وبعيداً عن مسيّراته وترسانته المسلحة.
المسألة ببساطة أن صنعاء تسعى لإعادة إنتاج ذات التفاهمات مع سلطة مأرب، وإسقاطها على عموم مناطق الثروات، بطرحها كنموذج واجب التعميم على ثروات الجنوب، من محاصصة واقتسام، أو لا حقول إنتاج ولا موانئ تصدير ولا عوائد ثروات.
الرئاسي المخترق من داخله عبر المكون الإخواني بمثل هكذا تطبيع مع الحوثي، يكون أمام أحد مسارين:
إما تجريم مثل المحاصصة واعتبارها خيانة وطنية، لأنها تجري مع طرف تصفه الشرعية بالانقلابي وهو ما لا يجرؤ على فعله، أو الاعتراف بأنها تتم بموافقة مجلس القيادة، وأنه جزء من الصفقة وفي قلب الصورة وليس خارجها، ولهذا أيضاً تبعات سياسية مُكلفة.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك