اعتقدَ البعض أن حضرموت هي الورقة التي يمكن اللعب بها حينما يتعين على الجميع البحث بجدية في تطورات الحياة كما أفرزها الواقع.
هذا الواقع، في حقيقة الأمر، هو محصلة السياسات التي طبقت في إدارة البلاد منذ الوحدة، وبدلاً من تغيير هذه السياسات راحوا يبحثون عن أدوات إضافية لتبييض هذه السياسات.
أخذوا يبشرون بفصل حضرموت عن الجنوب وعن اليمن، لم يدركوا حقيقة أن حضرموت هي أس الدولة الوطنية في الجنوب عند الاستقلال. وهي العمود الفقري الذي قامت عليه تلك الدولة يومذاك.
لقد كان توحيد (السلطنة القعيطية وعاصمتها المكلا، والسلطنة الكثيرية وعاصمتها سيئون) في حضرموت واحدة هي المقدمة الأساسية لتوحيد الجنوب وقيام دولته.
وحضرموت بوضعها الجيو سياسي القديم، أي ما قبل الاستقلال كسلطنتين مستقلتين، لا يمكن أن تؤسس مرجعية لأي محاولة لتهشيم الجنوب، بعد أن هُشم اليمن، والتي يجري التبشير بها كإحدى الخيبات السياسية التي امتلأت بها أجندات بعض القوى السياسية.
وما ينطبق على حضرموت (التي كانت تضم أيضاً بلاد الواحدي وعاصمتها حبان)، ينطبق أيضاً على شبوة، وأبين، ولحج وجميعها كانت تتكون من سلطنات ومشيخات وإمارات دمجت جميعها في تكوينات إدارية كبرى شكلت، مع عدن والمهرة وسقطرى والجزر، جغرافية الدولة الوطنية عشية الاستقلال ورسمت مع دولة الشمال خارطة اليمن الطبيعية.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك