غادرت البرازيل مونديال 2022 على يد كرواتيا، أو بالأصح على يد مودريتش.
تبقى البرازيل البلد الذي لا يُضاهى في صناعة أفضل لاعبي كرة القدم إبداعاً ومهارة، وجمالا، وسلوكاً، لكنها ربما الأسوأ منذ سنوات طويلة في صناعة المنتخبات.
اللاعب الفذ، المبدع والماهر يبتلعه منتخب مفكك، بدون تكنيك أو قائد أو مدرب كفء ومؤهل.
كرة القدم لم تعد فقط الكرة التي صاغها بيليه وسقراطيس وروماريو وزيكو وحتى رونالدو ورونالدينهو، ومارادونا وباتستوتا ودي بول، وبوبي مور وبوبي شارلتون وخولييت وباستن وكرييف وياشين وغيرهم، أوروبا غيرت المشهد الكروي بشكل كامل، لم تعد تهتم كثيراً بجماليات الكرة -التي لا يمكن لكرة القدم أن تكون ممتعة بدونها-.
أوروبا عبرَت بالكرة من ضفة الجمال إلى ضفة أخرى هي مزيج من القوة الجسمية والتكنيك واللعب الجماعي المبرمج مسبقاً والمبني على دراسات أكاديمية.
البرازيل عام 2002 جمعت بين النمطين، حافظت على الجمال والمهارة واتبعت التكنيك الذي أخذت الأكاديميات الكروية تدرسه وتأخذ به، وخلقت منتخباً، بشّر بتحول جذري في فلسفة كرة القدم، لكنها لم تستطع ان تواصل مشوار التحول، توقف لمدة عشرين سنة، حتى جاء جيل جديد من أفضل وأمهر اللاعبين، غير أنها للاسف لم تستطع أن تصنع منهم منتخباً يعيد للكرة البرازيلية مجدها، وكانوا اشبه بمن يبني كوخاً بعيدان الصندل.
يظل هذا المنتخب كلاعبين من أفضل ما انتجته البرازيل، بقي أن تظهر يد ماهرة قادرة على أن تصنع منهم منتخباً يعكس جمال الكرة البرازيلية.
ويا من عاش خبّر.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك