واقع اليوم يتحدث عن نفسه، وقد لا يرى الحقيقة مجردة إلا طرف خارجي محايد.
يوجد اليوم مسمى سياسي واحد من المهرة إلى صعدة (الجمهورية اليمنية)، لكن في واقع الأمر يوجد نظامان سياسيان مختلفان ومستقلان عن بعضهما، نظام في صنعاء ونظام في عدن.
وكل نظام يمارس كامل سلطاته السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية على مناطق سيطرته.
هل نسمي هذا الوضع هو وضع الدولة الموحدة؟
أم أن الوحدة في مثل هكذا وضع هي في حالة معلقة/ مجمدة، أو سمها ما شئت غير انها موجودة في حالة اكتمال.
أليس هذا (وبالممارسة اليومية) هو واقع اليوم..؟
الآن، كل الموقف الإقليمي والدولي، وبشكل صريح، ضد فكرة الغلبة العسكرية لصنعاء على عدن أو العكس، ولن يشجع او يساند الا الهدنة العسكرية وان طالت لأشهر، وربما سنوات ومع فكرة فتح مزيد من قنوات الحوار بين صنعاء وعدن لاستدامة الاستقرار وزيادة المنافع منه لعامة الناس.
في أحسن حالات التعاطف مع أنصار مشروع الوحدة، فإن الوضع الحالي هو عبارة عن مسمى دولة واحدة ولكن بنظامين على الارض.
وان الوحدة التي كانت، لم تعد موجودة على الارض، والأغلبية اليوم ربما مشغولة بالتفاصيل، أو في إتمام التفاصيل.
لكن الامر الجوهري المتحقق اليوم هو هذا (مسمى دولة واحدة لكن لنظامين حاكمين منفصلين في صنعاء وفي عدن).
وعليه، ما هو معلق/ مجمد اليوم هو مشروع الوحدة الكاملة بين الشمال والجنوب وليس مشروع استعادة الدولة للجنوب، وان المحتوى الحقيقي (وليس التسمية) لاي مفاوضات سياسية قادمة للحل السياسي النهائي هو محاولة استعادة مشروع دولة الوحدة، أو محاولة خلق مشروع سياسي ينظم العلاقة بين نظامي صنعاء وعدن بشكل يضمن الاستقرار المعقول لهما وللجوار.
الوحدة اليوم هي المؤجلة، اما استقلال عدن عن صنعاء فالأمر ماض على الارض وان اختلف الناس حول التفاصيل.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك