لم أتمكن بعد من متابعة ما قاله الرئيس علي ناصر محمد في مقابلته مع قناة الجزيرة، ولكنني على يقين أنه سيكون حصيفاً وسيفوت الفرصة على القناة ومن يقف خلف هذه الفكرة التي تهدف (الجزيرة) ومن يتبعها من وراء هذه المقابلة بهكذا وقت حسّـاس ومعقد على مستوى الساحة الجنوبية وعلى وقع تبعات الأحداث الأخيرة في محافظة شبوة.
نقول انه سيفوت الفرصة مثلما فوتها على قنوات ووسائل إعلام سابقة، على الأقل في فترة ما قبل حرب 94م بقليل وبعدها، حين حاولتْ بعضها نبش الماضي وإذكاء صراعاته من جديد ليتسنى لأصحابها مواصلة الاستحواذ على الجنوب والاجهاز على هويته وتاريخه وشطبه من على وجه الخارطة.
فما نزال نتذكر كيف حاولت بعض وسائل الإعلام في صنعاء ووسائل إعلام عربية لئيمة قبل وفي غمرة تلك الحرب وبعدها توظيف الخلافات الجنوبية ونبش الماضي وإضعاف الجنوب بتلك الحرب وتمزيق ما بقي له من نسيج غداتها.
فعلى سبيل المثال، مقابلة له مع قناة MBC بعد تلك الحرب، حيث حاولت القناة استدراجه للوقوع بالخطأ أو الإساءة للطرف الجنوبي الآخر وتحميله وزر المأساة بأحداث 86م، قائلة (مذيعة المقابلة): ماذا تقول عن علي عنتر؟
فأجاب: علي عنتر بطل وثائر ومناضل وطني.
ولصحيفة الحياة اللندنية (قطرية التمويل) وجّـه نقدا قويا لوضع ما بعد الحرب (أعني حرب 94م) بعد أن شرعت تلك القوى بنهب الجنوب واستهداف كل ما يمت له بصلة، مُحملِاً مَـن وصفهم بــ(المعشقون في معاشيق) مسؤولية ما يجري بالجنوب وما سيجري لاحقا جراء التصرفات الصبيانية لتلك القوى.
يقيني أن الرئيس علي ناصر في مقابلته الأخيرة مع قناة الجزيرة لن يخرج عن دبلوماسيته المعهودة وعن سياق هذه الإجابات وهو يتطرق لمحطات يدرك حساسيات الخوض فيها بهذا الوقت.
وإن كان ثمة ما يُعـاب عليه ويستحق بسببه العتاب بالامتياز بمقابلته هذه أنه قبِـل الدعوة من قناة يعرف غايتها الخبيثة بهذا الوقت وفي موضوع مثير للجدل ومبعث لنكء أوجاع الماضي كموضوع أحداث يناير 86م المؤسفة التي قطعنا شوطاً لا بأس به بتضميد جراحها من خلال مسيرة التصالح والتسامح التي كان الرئيس ناصر واحدا من أهم مهندسي انطلاقتها في 13 يناير 2006م من جمعية ردفان في المنصورة، هذه حقائق لا يسقطها غضب مقابلة الجزيرة.
فمجرد قبوله دعوة هذه القناة -بصرف النظر عما سيقوله- كان كافيا لإثارة هذا الكم الهائل من حنق الناس بالجنوب.
ومع ذلك يظل العتاب صابون القلوب.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك